الشاهد للدراسات السياسية والاستراتيجية        

   
     
عبد الكريم العلوجي كاتب صحفي عراقي ولاجئ سياسي مقيم بالقاهرة شغل منصب رئاسة التحرير لأكثر من جريدة عراقية ، ويشرف حاليا على "منتدى المستقبل العربي" .

يسعد "محيط" أن يستضيفه للإجابة على أسئلة واستفسارات الزوار بشأن أوضاع العراق الداخلية ، وما إذا كانت واشنطن جادة في تنفيذ تهديداتها بالاعتداء عليه والإطاحة بالرئيس صدام حسين ، والسيناريوهات المتوقعة لمستقبل العراق حال وقوع الهجوم الأمريكي وتداعيات ذلك على المنطقة العربية.

عبد الكريم العلوجي


س1 : محمد مصطفي أبو زيد
الدول العربية وقواعد الدين الإسلامي يرفضان أي اعتداء من الكفار الصليبين المحتلين القدماء لضرب العراق ، ولكن ألا تري أن خطوة غزة الكويت كانت أسوأ خطة اتخذها النظام العراقي وهي التي مهدت لوصول حالة العراق إلى ما هي عليه ?كذلك حالة العرب والمسلمين في تلك المنطقة ؟. لماذا لا يعلن العراق أن الكويت دولة مستقلة ?يتعهد بعدم العدوان عليها مرة أخري، وهي دولة عربية شقيقة مسلمة؟ . لماذا يصر العراق علي إعطاء المبرر لأعدائه لضربه والذين لا يريدون خيرًا لا للعراق ولا للكويت ولا للعرب جميعاً ؟. لماذا يطلب العراق من أمريكا أن تتفاعل مع المشكلة العراقية، كما تتفاعل مع المشكلة الفلسطينية باعتبار أن كلاهما غزا دولة ضعيفة ، أليس هذا غريبًا ؟وأخيرًا أسأل أن كثيرًا من العراقيين يحبون الرئيس صدام حسين حبًا أعمي فأقول هل يخالف الحب أن أقيم الإنسان وأقول إنه أخطأ في مواقف ? وأصاب في مواقف ؟

العلوجي: إن العالم العربي والإسلامي يرفض العدوان علي العراق .. ولكن هذا لا يحقق ولا يثني الولايات المتحدة الأمريكية علي تنفيذ مخططها المرسوم لضرب العراق .. يقول توني بلير رئيس وزراء بريطانيا و الحليف الرئيسي لأمريكا والمحرض لضرب العراق قوله .. إنه يتفهم قلق واشنطن من محاولات التدخل العراقية المحتملة لتعديل معادلات التوازن الاستراتيجي العسكري بين إسرائيل ودول الطوق العربية ومخاطر دعم بغداد للقوات العربية التي قد تتورط في مواجهات عسكرية مستقبلية علي الجبهة الشمالية أو الشرقية لإسرائيل . وهو يدل على أنه من الضروري منع امتلاك دول عربية أو إسلامية لأسلحة ردع غير تقليدية" كيميائية وبيولوجية " في منقطة الشرق الأوسط المملوءة باحتدام الصراعات الإقليمية في العقدين القادمين .

ولم يذكر بوش أو بلير صراحة شيئا عن القفزات الكبيرة في تقدير احتياطات البترول المؤكدة في أراضي العراق بالذات في السنوات العشرة الأخيرة التي تفوق أضعاف رقم المائة مليار برميل الشهير الذي تعارف عليه السياسيون والاقتصاديون قبل اجتياح العراق للكويت . والولايات المتحدة وبريطانيا تطمعان سويًا بالفوز بالاستثمارات البترولية الجديدة في العراق التي يمكن أن تزيد إنتاجه إلي 5 - 6 ملايين برميل يوميًا في عام 2010 علي الأرجح وتجعله صاحب ثاني أكبر احتياطي بترول في العالم بعد المملكة العربية السعودية . كما يحقق الرغبة الغربية في خفض سعر برميل البترول إلي 12 - 15 دولار علي الأكثر. ولم يتردد توني بلير في إقالة السر ما يكل بويس رئيس أركان حرب القوات المسلحة البريطانية لأنه جاهر منذ بضعة أسابيع بمعارضة المشاركة في غزو العراق أو احتلاله لبضع سنوات قادمة .

ومن جهة أخري فإن بلير يدعو إلي نوع من الارتباط السياسي الوثيق بين نظام الحكم العراقي الجديد وبين الأردن ، وهو ما يعيد للأذهان فترة الحكم الهاشمي للبلدين تحت الحماية البريطانية وأحلام الهلال الخصيب .
ويسّوق بلير لضرب العراق بين دول الاتحاد الأوروبي ويعلن أن أوربا لن تترك الولايات المتحدة وحدها لتنفرد بغزو الأراضي العراقية .. فالمصالح الأوربية في الخليج العربي متعددة ومتنامية ،والعراق مثل اليابان بعد الحرب العالمية الثانية .. سوف يحتاج إلي فترة ممتدة من الوجود العسكري الغربي في أرضه، كذلك محاولة استيعاب العراق بعد تغير النظام لعدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين حاليًا في سوريا ولبنان والأردن في إطار التسويات السياسية القادمة المرتقبة للمشكلة الفلسطينية في السنوات القريبة القادمة .
العراق أعلن رسمياً اعترافه بدولة الكويت بقرارات صدرت من مجلس قيادة الثورة وقد أودعت الوثائق في مجلس الأمن والأمم المتحدة .. كما تعهد العراق بشكل معلن وواضح وصريح باحترام سيادة الكويت ووحدتها الوطنية .

إن العراق نفذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقرارات التي أصدرها .. والمطلوب من مجلس الأمن بالمقابل وفق الشرعية الدولية أن ينفذ الالتزامات المقابلة للعراق .. ونفذ العراق القرار 987 الخاص بتدمير أسلحة الدمار الشامل . و المطلوب من مجلس الأمن أن ينفذ الفقرة 14 من القرار الذي يقضي بتدمير أسلحة الدمار الشامل التي تحوزها دول المنطقة بما في الكيان الصهيوني الذي يملك ترسانة ضخمة من أسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها .

إن المخطط الأمريكي الصهيوني هو ضرب قدرات العراق العسكرية والاقتصادية لأنها الدولة العربية الوحيدة القادرة علي إحلال التوازن الاستراتيجي في المنقطة . إن وجود العراق بقوته العسكرية والاقتصادية يهدد القوي الصهيونية والأمريكية التي تريد الهيمنة علي المنقطة وسرق ثرواتها القومية ، ولذلك تصر الصهيونية المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية علي استمرار فرض الحصار عليه وتهديد أمنه القومى بفرض قرارات فردية وغير شرعية ولا قانونية من قبل الحكومة الأمريكية و البريطانية بفرض الحظر الجوي والوقوف بوجه كل القرارات الدولية التي لصالح العرق وللأسف فإن العالم والضمير الإنساني العالمي مغيب بالكامل وهذه كارثة إنسانية ،لأن دولة واحدة تقرر مصير العالم والأنظمة والشعوب .

إن ما يحدث للعراق هو من أجل مصالح اقتصادية وهيمنة عسكرية علي الوطن العربي ، والعراق يمثل القوة العربية القادرة علي تحدي الولايات المتحدة الأمريكية الصهيونية ، أما موضوع تنفيذ قرارات دولية وغيرها ..فهو حجة لضرب العراق .

والعراق تجاوب مع قرارات مجلس الأمن الدولي وآخرها دعوة بليكس كبير المفتشين الدوليين لزيارة العراق ووضع برنامج مباحثات حول أسلوب التفتيش وكان الرد هو التشكيك من قبل كوفي عنان والرفض الفوري من أمريكا . والعراق لا يعطي مبررا لأمريكا وغيرها ولكن يجب أن تكون هناك قوانين وقرارات شرعية متبادلة في تنفيذ مثل هذه القرارات وليس التحديد بالقوة وبدون مبرر لذلك.
لنكون صريحين هناك الحب والكره في كل شيء في حياتنا وهذا من الأمور الطبيعية وخاصة نحن العرب العاطفة تؤثر بناً جدًا وتقلب موازين حياتنا

س2: محمد أحمد ... مصر
ما مدي قدرة الولايات المتحدة في دعم الهاشميين وتنصيبهم علي عرش العراق ، وهل يمكن أن يصمد العراق ونظامه كما حدث في حرب الخليج ؟

العلوجي : الولايات المتحدة تدعم أي نظام تابع لها يحقق مصالحها ، و حكاية شاه إيران واقعة واضحة أمامك .. عندما انتهت صلاحيته .. تركته هارباً طائرًا في الجو لا يرغب أحد أن يستضيفه وقبلها كان يحتفل بعرش الطاووس وحضر جميع رؤساء العالم يقدمون التهنئة إليه...
مصالح الولايات المتحدة قبل أي مصلحة ..وأمامنا مثل ثاني مصلحة أمريكا في حماية مصالحها مع إسرائيل و إهانة كل أصدقائها من العرب واحتقارهم.
القوي الكبرى تبحث عن مصالحها ولا يهمها من يحكم فى هذا البلد أو ذاك هل هو ديمقراطي أو ديكتاتوري أو سفاح أو مجرم . ولكن عندما تتعرض مصالحها في بلد ما للخطر تتحرك كل أدواتها لتغييره وتشويه سمعته بل الآن لتغييره بالقوة وتحريك الجيوش لتدمير ذلك البلد ،أما صمود العراق فهذا شئ بعلم الغيب ومقدرة الشعب العراقي علي الصمود كبيرة .

س3: سابكو من عمان
ما رأيكم في سياسة الرئيس صدام حسين ? وهل هي السبب الرئيسي الذي وصل إليه العراق من سوء الأحوال . . ?
العلوجي : لا اخفي عليك أنني مختلف مع سياسة الرئيس صدام حسين لأن حكم الحزب الواحد يؤدي إلي كوارث في المجتمع وأنا خلافي هو أنني أطالب بالحرية والديمقراطية خاصة ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين والعالم أصبح قرية صغيرة كما يقولون أمام الغزو الفضائي والانترنيت وغيرها وأصبحت الأحداث تجدها أمامك مباشرة . ولذلك لابد من تغيير طبيعة الحكم للحزب الواحد وجعل الديمقراطية والحرية هي أساس بناء المجتمعات الحديثة .. ولا يوجد مبرر لاستقرار حكم الحزب الواحد.
إن إثراء الحكم بكل الاتجاهات الوطنية والديمقراطية كفيل بالحفاظ علي الوطن واتخاذ القرار لصالحه بعد مناقشته ديموقراطياً ،وتكوين الأحزاب والجمعيات الأهلية والإنسانية ضمانه هامة لدي المواطن ،والأخطاء تقع في كل الأنظمة، ولكن لكل خطأ أسبابه ولكن لا يعني ذلك أن السبب يبرر سلوك النظام لاتخذا قرار يؤدي إي كوارث علي المجتمع ، لذلك نؤكد لابد من الديمقراطية في اتخاذ القرار المصيري .

س4 : B  مصر
هل تتوقع حدوث حرب في الأيام المقبلة ?وما مصير الوطن العربي لو حدثت هذه الحرب ?ومن يخلف الرئيس صدام إذا تم عزله أو سقط النظام ?

العلوجي : الحرب تقع أولا تقع ولكن هنالك حرب وهذه الحرب التي تشنها أمريكا علي العراق وضعت لها عدت سيناريوهات وقد رأت الماكينة الأمريكية التحرك يبطئ ولكن بعزم كبير نحو إكمال الاستعدادات لشن الحرب ضد العراق . وهذا لا يعني بالضرورة أن القتال علي وشك الاندلاع بالضرورة إذ يبدو أن البيت الأبيض لم يقرر بعد تاريخا محددا للبدء في غزو العراق ،كما أن التحضيرات لا تعني أن الخطط الحربية أصبحت جاهزة أيضاً.

يقول المحللون إن الحرب التقليدية علي العراق قد لا تكون في نهاية المطاف تقليدية بل قد تكون ما يمكن تسميته بـ " إنجاز مقلوب " أي من الداخل إلي الخارج . حيث سيبدأ الهجوم السريع علي بغداد أولاً ، وبذلك ?تم تجاوز كل التحصينات الموجودة في المناطق العراقية الأخرى . وللتمكن من تحقيق نجاح سريع تحتاج القوات الأمريكية إلي أن تقوم بطلعات جوية تتراوح بين 1000 - 1500 طلعة في اليوم. وكان الجنرال " تومي فرانكس " قائد القيادة المركزية قد اقترحه وهذا يتطلب تجنيد ربع مليون جندي وعدة أشهر لنشر الوحدات المقاتلة فالخطة مشابهة لخطة حرب الخليج الثانية .
سيناريوهات كثيرة .. ولكن القلق والخوف الأمريكي من أن تدخل هذه القوات في المستنقع العراقي هو الذي يؤخر أو يلغي هذه الحرب وخاصة بعد اعتراض الكثير من الدول العربية والأوروبية وأصوات من داخل الكونغرس والمنظمات الأخرى قد يغير الاتجاه الأمريكي نحو الحرب إلي التفاهم السياسي .
* مصير الوطن العربي معرض للفوضى وخاصة مع عدم وجود سياسة عربية موحدة تجاه الموقف الأمريكي من الحرب علي العراق .والسبب أن الضغوط الأمريكية علي الأنظمة هي العامل الأساسي لعدم وجود موقف موحد ضد الضربة الأمريكية .إن أمريكا تعلم بضعف الموقف العربي وهي لا تهتم بأي موقف قد يحدث أثناء الحرب وهنالك بعض الأنظمة العربية منسجمة مع الموقف الأمريكي بالتخلص من النظام العراقي ومصير الوطن العربي يتحدد من خلال تحرك الشارع العربي والمجابهة مع الأنظمة .
* من يخلف الرئيس صدام .. في إسقاط النظام العراقي أقول إنه لا بد من وجود (كرزاى) عراقي جاهز بدعم من القوات الأمريكية الغازية لحمايته وحماية حكومته التي سوف تنصبها أمريكا . وسوف تلعب المعارضة العراقية الأمريكية دورا ثانويًا في الحياة السياسة العراقية ?ستكون السلطة الحقيقة بيد الغزاة الأمريكيين .

واشنطن اتخذت القرار وبقي التوقيت

س5: حسن أحمد محمد  الإمارات .
ما هي الاستراتيجية المفروض أن يتخذها العراق لتفادي الضربة المتوقعة في نظرك؟ وما هي مدي المسئولية العالقة علي الدول العربية تجاه العراق في هذه الظروف .
العلوجي : ليس أمام العراق أية استراتيجية قادرة علي مواجهة العدوان الأمريكي سوي المقاومة و الدفاع عن الوطن بكل ما يملك والاستراتيجية الثانية هي الرضوخ للمطالب الأمريكية المشروطة وبالرغم من أن العراق وافق علي عودة المفتشين الدوليين فإن الإدارة الأمريكية ترفض ذلك أي حتى مع عودة المفتشين الدوليين فإن الحرب علي العراق قادمة وتغيير النظام والاحتلال الأمريكي للنفط والأرض هو الخيار الاستراتيجي الأمريكي الصهيوني .
وبالرغم من كل الخيارات المطروحة فالحرب هي الخيار الأمريكي وليس أمام العراق وكذلك العرب أي خيار بديل أو استراتيجية عربية قد تدعم الاستراتيجية العراقية في العلاقة مع الأمم المتحدة والقرارات الدولية ومراجعة نقاط الخلاف .
* يعتمد توضيح الغزو علي نقل وتمركز القوات الأمريكية وهناك عدد من التواريخ لهذا الغزو ولكن لم يتحدد التاريخ حيث لم يكتمل مسرح العمليات وللان لا يوجد في الخليج سوي ثلاث فرق مدرعة وميكانيكية ولواء مدرع آخر وبعض أجنحة الطيران التكتيكية إلي جانب الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في الخليج العربي وبحر العرب و البحر الأحمر بصفة أساسية وسيكون انتقال الفرقتين 82 - 101 المحمولتين جوًا إلي الخليج مؤثرًا لقرب العمل التعرضى ضد العراق
ويبقى توقيت الغزو يمكن أن يتأثر بموقف عربي مسؤول يدرك أبعاد محنة العراق ومخاطر تقسيمه والمرجح إلي ثلاث ولايات كما اقترح .." بول وولفوفيتر " وتقوم الولايات المتحدة باختبار العناصر الموالية لها والتي ستتولي الإدارة الانتقالية في العراق .
وهنا تأتي مسئولية العرب ماذا هم فاعلون وكما ذكرت بالسابق لا توجد أية استراتيجية عربية تجاه ما يجري للعراق والوطن العربي مقبل علي انتكاسات كبيرة إن لم يتدارك العرب الحرب ضد العراق .

س6: شمشوم فلسطين :
ما هي آثار حرب الخليج علي الوضع العربي وانعكاساته علي الوضع العراقي الخاص؟ وهل العراق مدرك آثار الحرب ? وكيف سيسلك الطريق للخروج من الأزمة؟

العلوجي : نحن الآن نعاني من آثار حرب الخليج الثانية والوضع العربي منقسم علي نفسه منذ ذلك التاريخ ، وبدأ الانقسام العربي يأخذ أبعاد القومية والسياسية وذلك بعقد اتفاقات عربية مع الدول الكبرى بحجة حمايتها من اعتداء خارجي وكانت كارثة عربية حيث حلت القوي والأساطيل العسكرية الأجنبية واحتلت آبار البترول وأثرت على السيادة الوطنية لهذه الدول التي فقدت السيادي الوطني .
وقد تأثر الوضع العراقي منذ احتلال الكويت والخروج منه بواسطة العدوان عليه من قبل ثلاثين دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرضت سيطرتها علي المنطقة العربية وفوجئت الحكومات العربية التي ساهمت في استدعاء هذه القوات الأجنبية بحجة إخراج العراق من الكويت بكارثة عربية ثانية ، وبالرغم من خروج العراق من الكويت استمرت هذه القوات بالسيطرة علي هذه الدول وسرقة ثرواتها الوطنية . لذلك فالوضع العربي في حالة انهيار تام وفقد قدراته واستراتيجيته وأصبح القرار يصدر من خارج المحيط العربي .

س7 : محمد .  الأردن
هل من الممكن وجود مشاركة كبيرة من الشيعة في الحرب علي النظام العراقي ?
وهل سيلقى ذلك تأييد من جمهور الشيعة في العراق ?
العلوجي : الشيعة بالعراق هم جزء حيوي من الشعب العراقي ولهم مواقفهم الوطنية والقومية والعربية والإسلامية ،والشيعة مذهب من المذاهب الإسلامية المتعددة ،ولكن للشيعة مرجعية دينية هي القادرة علي الحركة في داخل المجتمع العراقي بالذات وهناك معارضون ومؤيدون للنظام ، وهذه طبيعة المجتمعات.. نعم هناك معارضة شيعية للنظام متمثلة بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة وغيرهما من الحركات السياسية والإسلامية الشيعية، بالإضافة إلي أن هناك ?امعات شيعية مؤيدة للنظام ومدعمة له وتشارك في كل لجانه ومسئولياته بما فيها حزب البعث الحاكم ، وهناك قيادات شيعية هامة في السلطة الحاكمة الآن .
يشعر الشيعة أن حقوقهم السياسية ناقصة وهم علي الهامش في السلطة .. وهذا ما يجعلهم يشعرون بالغبن في إدارة الحكم في العراق .. والشيعة في العراق يتجاوزون أكثر 50% من نفوس العراق .
والعراق هو المرجعية الدينية الشيعية في العالم الإسلامي فمنه تصدر الفتاوى و الإرشادات لكافة الشيعة في العالم وحصل تصادم بين السلطة والجماعات الشيعية أدت إلي حوادث دامية للأسف الشديد ،مما جعل الكثير من الجماعات الشيعية تقف ضد السلطة وتحمل السلاح والقيام ببعض التصادم مع السلطة أدي إلي المزيد من سفك الدماء بين الطرفين .
* نعم في حالة الحرب ضد العراق سوف تقوم الجماعات الشيعية المعارضة بحمل السلاح والدخول في معركة مع السلطة وخاصة إذا كان هناك دعم عسكري أمريكي كما هو مخطط له في القضاء علي النظام .
* ولا ننسى أن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية له تنظيم عسكري وله أيضاً تجمع عسكري يسمي " فيلق بدر " موجود في إيران وشمال العراق .
ولكل ذلك سوف تقوم مجزرة أهلية في المجتمع العراقي لا تشمل الشيعة مع بعض أو السنة مع بعض أو الطوائف الدينية والعرقية مع بعض، ولكن سوف تعم الفوضى والانتقام والتأثر وسيدفع الشعب العراقي ثمناً آخر غالباً من أبنائه.
وهذا ما نخشاه ادعوا معي حفظ الله العراق وشعبه وأعاده إلي الحب والوئام .

س8 : محيط لبنان :
ما رأي الأستاذ عبد الكريم العلوجي بالحركة الإسلامية بالعراق وخصوصًا الحزب الإسلامي بالعراق والأخوان المسلمين ؟
العلوجي : الحزب الإسلامي العراقي يعتبر جزءا من جماعة الأخوان المسلمين إن لم يكن هو الإخوان المسلمون باسم آخر نظرا للظروف السياسية المحيطة بحركة الإخوان المسلمين وكما نعلم تفرعت حركة الأخوان المسلمين بسبب الانشقاقات التي حدثت في صفوتها وهذا شئ طبيعي عندما تعم الخرافات وبروز أفكار جديدة ترغب في التطور والخروج من بعض الالتزامات القديمة في الحركة والعقود الثلاثة الماضية من القرن العشرين أحدثت تلك الانشقاقات وأبرزت حركات إسلامية راديكالية ومتطرفة أحدثت تغيير فكر الجماعة .
والإخوان المسلمون في العراق لهم دور كبير في الحركة الوطنية العراقية خاصة بعد ثورة 14 تموز / يوليو / 1958 وصمودهم أمام المد الشيوعي والعنف الذي أصابهم ولعب الأخوان دورا هاماً في نشر الوعي الديني والوقوف بوجه المد الشيوعي ولكن ذلك لا يعني أنهم كانوا متجاوبين أو متجانسين مع القوي السياسية الوطنية القومية والليبرالية الاشتراكية .. حيث الخلاف علي تطبيق مبادئ الجماعة ومحاولة فرضها علي المجتمع العراقي انعزلت الجماعة عن العمل الوطني وبدأت تتحرك بصورة سرية بين الجماهير .. ولكنها كانت مسالمة في تحركها ومنسجمة في الكثير من المواقف الوطنية القومية . واستمر الحال هكذا بينهم وبين الجميع، وعندما جاء 17 تموز 1968 واستلام حزب البعث السلطة حدثت الخلافات وبدأ الصراع الدموي بين السلطة والقوي الوطنية و القومية والإسلامية . وحدث الكثير من التجاوزات من قبل السلطة وسجن الكثير من هذه القوي وخسر الجميع .

ولكن تبقي الحركات الإسلامية في العراق مرتبطة بالجماهير وذات صلة دينية تتماسك فيها القيم الروحية والوطنية ،وكان بروز الحزب الإسلامي العراقي ذا أثر في الحركة الإسلامية العراقية حيث التفت إليه الكثير من الإسلاميين وكل الحركات الإسلامية لأنه يحمل نفس مبادئ الإخوان المسلمين .
والحزب الإسلامي العراقي يعتبر أحد الحركات الإسلامية المعارضة ، وبرغم معارضته للنظام يرفض المشاركة مع القوي المعارضة العراقية الأخرى ذات الارتباط بالمخطط الأمريكي الصهيوني لضرب العراق .. وقد اعتبر أن القوي العراقية هي المسئولة وحدها علي تغيير النظام الحالي بما يحقق مصالح الشعب لا مصالح القوي الخارجية الطامعة في العراق . وقد حذر الحزب الإسلامي العراقي في بيان صدر له ونشر في جريدة الحياة اللندنية يوم الأربعاء 7 آب الحالي حيث قال : إن العملية العسكرية الأمريكية جزء من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة نحو العالمين العربي الإسلامي تسعي إلي الهيمنة والتمكين للكيان الصهيوني ولا علاقة لها بـ [ رفع ] معاناة الشعب العراقي وناشد القوي العراقية عدم إعطاء شرعية للفعل الأمريكي من خلال المشاركة فيه أو تأييده .

ولذا نجد أن الحزب الإسلامي العراقي يختلف عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية من حيث التوجه السياسي فالمجلس الأعلى يدعم التوجه الأمريكي الصهيوني لضرب العراق وقد أرسل ممثلاً له إلي واشنطن وهو الشيخ إبراهيم حمودي المستشار السياسي للسيد محمد باقر الحكيم حيث اجتمع مع المسئولين الأمريكيين لوضع الخطط للهجوم علي العراق . هنا نجد أن الحزب الإسلامي العراقي يختلف عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في توجهه السياسي.
كذلك حزب الدعوة الإسلامية اعتبر المجتمعين في نيويورك لا يمثلون الإرادة العراقية المستقلة وحذر من التعاطي مع القوي الشيعية والانسياق وراء مشاريع غامضة يراد فرضها علي الشعب العراقي، وأكد ناطق باسم المكتب السياسي لـ حزب الدعوة وجود حاجة إلي دعم دولي وإقليمي شرط عدم التدخل وفرض الإرادة الخارجية وشدد علي أن " أي مشروع للتغير لابد أن يولد من الرحم العراقي " هذا هو المشروع الإسلامي الذي يمثله الحزب الإسلامي العراقي وحزب الدعوة .
إن الحركة الإسلامية بالعراق وإن اختلفت مع النظام لكنها ترفض المساهمة والتعاون مع الولايات المتحدة لشن الحرب ضد الشعب العراقي وتدمير بنيته الاقتصادية وقتل أبنائه .

س9 : عبير عبد الرحمن .. مصر
كيف تري سيادتكم الموقف العربي تجاه الأزمة الحالية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ? وهل سيكون هناك موقف عربي جاد تجاه التهديدات الأمريكية للعراق ?
أم أن الوضع سيكون كما كان في عاصفة الصحراء ؟

العلوجي : لقد أعلن العرب وبشكل جماعي معارضتهم للقيام بهجوم عسكري علي العراق ولكن بعض الشائعات تؤكد أن خطة الولايات المتحدة للتدخل البري في العراق ستنطلق من الكويت والأردن وأن ممرات العبور الملائمة علي الحدود الأردنية العراقية قد تم تفقدها أخيرًا وتجهيزها فنيا وعسكريا من جانب القوات الخاصة الأميركية ،وعلم أن بعض التقارير العسكرية قد أوصي بأن تقوم وحدات من الجيش الأردني المدربة بدخول المناطق المدنية في العراق للمحافظة علي الأمن وحماية أي حكومة انتقالية قد يصار إلي تشكيلها بعد الغزو الأمريكي.
وفكر الأمريكيون بهذا الإجراء وترك مسئولية الأمن ?حماية المدن العراقية للقوات الأردنية بسبب مخاطر حرب المدن المكلفة للأمريكان .

ولقد أنكر الأردن تورطه في أي خطة أميركية لضرب العراق ولكن وجود عم الملك عبد الله الثاني الأمير حسن في الاجتماع الذي عقده كبار الضباط العراقيين المعارضين في لندن يؤكد اهتمام الأسرة الهاشمية في تشكيل النظام الجديد الذي سيخلف نظام الرئيس صدام حسين .
* الموقف العربي كما تلاحظين وبشكل جماعي معارض لضرب العراق ولكن ما نراه ونسمعه شيئًا آخر والتاريخ يعيد نفسه .

س10: رأفت من مصر
هل تتوقع أن يصمد صدام عسكريا أمام بوش الابن ? أم سيلقي هزيمة نكراء كما حدث في أم الهزائم أمام بوش الأب ?

العلوجي :عتقد أنه ليس من السهل إسقاط النظام العراقي وكما قلت إن العراق ليس أفغانستان ،والعراق وضع استراتيجية الصمود وحرب المدن وهذا ما يخشاه الغزاة الأمريكيون ،وأتصور أن حدث ذلك سيكون الجنود الأمريكيون صيد سهل أمام المقاومة العراقية . ولكن أمريكا سوف تعتمد على حرب الطائرات والصواريخ وهذه لا تسقط النظام ،فالحرب البرية هي التي تحسم الحروب .
وأمريكا تعلم ذلك ولكنها تراهن علي الوضع الداخلي بتمرد عسكري من داخل النظام ،وهذا شئ صعب جدا لأن المعركة هي معركة كل العراقيين للدفاع عن الوطن..
هذه الحرب تختلف عن حرب الخليج الثانية التي أطلق عليه العراق أم المعارك، الحرب السابقة كان العراق وحدة يحارب ثلاثين دولة اشتركت بالحرب ضده واعتقد أن العراق لم يهزم بها والدليل أن العراق باق للآن يناطح القوة الأمريكية بقدر طاقاته وإمكانياته الموجودة ولو كان بوش الأب انتصر لسقط .

س11: المصري من مصر
ما هي رؤيتكم للوضع في العراق ? هل تري أن هناك خطة بعيدة المدمي لتقسيم العراق إلي ثلاث دول الأكراد .. السنة .. الشيعة ؟

العلوجي : الوضع العراقي يبقي كما هو الحال عليه لا تغيير به طالما أن الولايات المتحدة تريد تغيير النظام عبر الحرب الواسعة.
إن الإدارة الأمريكية تضع في حسابها ما قد تسفر عنه هذه الحرب من احتمال إعادة خلط الأوراق . وفتح صيرورة جديدة لتطور الأوضاع العراقية تبقي غير مضمونة النتائج لما تحمله من خطورة في منهج قوي إقليمية وعالمية تريد حشر أنفها وفرض حضورها في رسم مستقبل العراق.
فاستمرار الأوضاع كما هي عليه الآن والمحافظة علي استقرارها مع استمرار الضغط السياسي والاقتصادي لإرهاق النظام العراقي يعتبر أفضل الخيارات في السياسة الأمريكية الراهنة وخاصة بعد أن شعرت أن العالم غير مؤيد لضرب العراق كما يريد وفرض الأمر الواقع عليه .

أما خطة تقسيم العراق إلي ثلاث دويلات فهذا أمر لا يمكن تحقيقه لظروف العراق الاجتماعية والسياسة والاقتصادية برغم كل ما يقال أو ينشر وما يدعيه البعض من القوي المعارضة في العراق بالحكم الفيدرالي هذا حديث للاستهلاك الدولي الذي يرضى به الآخرون ،ولكن الوضع الإقليمي لا يسمح بمثل هذه الاطروحات لأن العراق وحده إنسجامية متجانسة مع بعضها.
و شخصياً أنا غير قلق من هذه الاطروحات لأنها لن تتحقق .

* نوروز كاوس توفيق - العراق
س : هل الولايات المتحدة جادة أم لا في شأن العراق ؟ ، أم فيلم وسيناريو وأفلام كارتون ؟ .

* العلوجي : هناك عدد من السيناريوهات الجاهزة للحرب ضد العراق وكل سيناريو له أبعاده العسكرية لتنفيذه ولكن تبقي حقيقة واحدة وهي كيف سينفذ هذا السيناريو ومن الذي يشارك به وخاصة دول الجوار وهناك ثلاث سيناريوهات جاهزة :
السيناريو الأول: يجري تنشيط الوجود الأمريكي في الخليج وتركيا خصوصا في القاعدة الجوية هناك وفي الوقت نفسه إعلان الأراضي العراقية والمناطق الحدودية مناطق حظر للطيران العراقي والأجنبي وكذلك الحال بالنسبة إلي قطاعات المشاة العسكرية والعملية تبدأ بالطائرات الحربية علي طريقة " القصف السجادي " كما حدث في أفغانستان ويستمر القصف مدي ثمانية أسابيع ثم تبدأ بعد ذلك حركة انزال المظليين في مناطق محددة وخصوصا في الجنوب والوسط .
السيناريو الثاني : يعتمد علي ضرب مواقع محددة لأضعاف سيطرة النظام علي القوات المسلحة وستلعب الطائرات الدور الرئيسي في هذا التحرك . ثم تبدأ بالبحث عن قطاعات عراقية منشقة عن النظام للتنسيق معها للتحرك نحو بغداد . ويقوم الطيران الأمريكي بدعم التحرك حتى تتم السيطرة تدريجيًا علي معظم الأراضي وخصوصاً بغداد المركز .
السيناريو الثالث : تتحرك القوات الأميركية بطريقة " الكماشة " أي يتم هذا التحرك مرة واحدة جوًا وبرًا علي طريقة التقدم من اتجاهات مختلفة علي بغداد ومحاصرتها وضربها بقوة حتى تستسلم فيها القطاعات العسكرية ويتم احتلالها بواسطة مجموعات الكوماندوس أو المظلين ثم يأتي دور بقية القوات الأخري .
هذه هي جزء من سيناريوهات معدة للحرب ضد العراق ، والوضع العراقي علي مفترق طرق والمؤشرات الراهنة ربما لا تحتمل التأويل كثيرًا في تحديد مصير هذه القضية خصوصًا مع الإصرار الأميركي علي تحقيق أمنية سابقة كان بوش الأب تمناها وهي إزاحة النظام العراقي .
في كل الأحوال سوف نشاهد الحرب الإلكترونية أو أفلام الكارتون سنشاهد هذه الحرب علي الشاشة أمامنا وكأننا نشاهد فيلم من أفلام الكابوى الأمريكي الذي يقوم بقتل الهنود الحمر وقطع روؤسهم والحصول علي فروة الرأس ليقدمها للسيد الأبيض .
.

احدى حاملات الطائرات الامريكية في الخليج

* سالم - السعودية :
س : ماذا تتوقع في المستقبل القريب ، هل العراق سيقدر علي الدفاع عن نفسه ؟ ، أم أنه بيت واهي سريعاً ما يتداعي ؟ .

العلوجي : ينتظر البنتاجون صدور قرار الكونجرس باستخدام القوة العسكرية ضد العراق لإستكمال حشد القوات الأمريكية في مسرح العمليات وعرض خطة الغزو علي الرئيس الأمريكي . وفي إطار هذه الخطة يرتبط توقيت الهجوم بالدرجة الأولي بالسيناريو الذي سيتم تطبيقه لغزو العراق ومدي قبول إدارة حرب تقليدية شاملة بقوات تناهز 200 ألف جندي أو 250 ألف جندي . وتبدأ بحملة جوية تمتد 3 أو 4 أسابيع ضد مراكز الثقل العسكرية والسياسية والاقتصادية في العراق ، ويتلوها الهجوم البري .
أمام هذه القوة البرية والجوية ماذا تتصور ان يفعل العراق وقد دمرت كل أسلحته ومنشآته ومصانعه ومحاصر منذ 12 عامًا يتعرض للجوع والمرض وأكثر من ثمانية سنوات من لجان تفتيش تفتش كل بيت ومدرسة وجامع وجامعة وغيرها ماذا تعتقد أمام هذه الحالة .
و مع ذلك فإن العراق بيت متين قادر علي إعادة البناء من جديد ولم يتداع والدليل أنه بعد حرب الخليج الثانية وما حدث ويحدث للعراق منذ أثنا عشر عامًا وحتى الآن وهو صامد وشعبه يبني ويعمل ويضحك ، أعتقد انه بيت متين .

* محمد عبد العزيز – مصر
س : إذا كانت الولايات المتحدة جادة في تنفيذ تهديداتها بالإطاحة بصدام فلماذا تركته هذه المدة وجوعت الشعب العراقى طوال 12 سنة ماضية . وهل المقصود الأن هو تقسيم العراق وإضعافه وليس الإطاحة بصدام . إضافة لما سبق إذا نفذت أمريكا تهديداتها بالإطاحة بصدام سينعكس ذلك على المنطقة العربية كلها وربما تحدث تغيرات كثيرة فى المنطقة ، ما هو تعليقك ؟ .
العلوجي :
إن الظروف السابقة غير الظروف الحالية وأن الوضع الإقليمى كان مهددا بالفوضى ويهدد العراق بالذات وجيرانه من الدول العربية التى شعرت بالخطر القادم إليها .
لذلك كان لا بد أن يكون هناك نوع من التوازن فى المنطقة ، وعلى أساس أن العراق قد خرج من الحرب خاسراً أو دمرت كل إمكانياته العسكرية والاقتصادية وقيد بقرارات دولية تحكمت بقدراته المالية والعسكرية ووضعت وصاية دولية عليه من خلال القرارات الدولية . وقد تغيرت أحداث كثيرة خلال السنوات الماضية ، حيث تعرض العراق للعدوان الامريكى والبريطانى مرتين بالإضافة إلى العدوان اليومى المستمر بالطائرات الأمريكية والبريطانية مما أدى إلى مقتل اكثر من ألف وخمسمائة مواطن عراقى وألوف الجرحى ومئات المنازل التى دمرت وحرق الزرع والمصانع الأهلية . أما تجويع الشعب العراقى طيلة هذه السنوات فهى سياسة أمريكية صهيونية من اجل القضاء على الشعب العراقى وخاصة الأطفال الذين سيكونون أمل العراق في المستقبل مما أدى إلى انتشار الأمراض وسوء التغذية ومنع الدواء عنهم والغذاء . أما مؤامرة التقسيم فهى مؤامرة موجودة منذ نشأة الدولة العراقية أى منذ معاهدة سايكس - يبكو ، عندما تم توزيع الغنائم بين الحلفاء ولكن اعتقد أن مؤامرة التقسيم لن تنجح لان العراق شعب موحد تربطه علاقات اجتماعية وإنسانية .

أما فيما يتعلق بمواقف الدول العربية من محنة العراق فانها تتباين ، فمصر تقدر خطورة استباحة أية أراضي عربية بدعوى أن نظام حكمها غير ديمقراطى أو يهدد المصالح الحيوية الأمريكية او يبنى أسلحة الدمار الشامل . وقد كشفت الأيام الماضية والحالية أن توجه إدارة الرئيس بوش نحو الاطاحة بنظام الرئيس صدام لا يحظى بدعم دولى أو عربى وأنه سيصطدم بنسبة عالية من المعارضة والتحفظ والتردد وقد اطلق الحديث عن ضرب العراق سلسلة من المخاوف لدى الدول القريبة من العراق والبعيدة عنه فالدول المجاورة مثل السعودية والكويت وايران وتركيا وسوريا جميعها ترفض ضرب العراق لان ذلك سينعكس تأثيره على المنطقة العربية وتحدث عواقب ليست فى الحسبان من فوضى وتخريب فى المنطقة العربية بل وغيرها من دول العالم التى سوف تشعر أن قانون القوة هو الذى يسود العلاقات الدولية ولقد كانت مصر واضحة فى اعتراضها على ضرب العراق الذى سيضر بالاستقرار الاقليمى فى الشرق الاوسط كله ، وعلى تهديد بوش المستمر بضرب السودان وسوريا وليبيا ولبنان واليمن وغيرها فى المحيط العربى ، وهذا ما تخشاه الدول العربية لأنه سوف يقود الوطن العربى إلى فوضى غير واضحة قد تؤدى إلى تغير فى الأنظمة الحالية .

* فوفو إمليمدى - ليبيا
س : يوجد الأن أعداد هائلة من الاخوة العراقيين فى الجماهيرية العظمى يحملون مؤهلات علمية وتخصصات دقيقة ، فما هي الاسباب الحقيقية لهجره هؤلاء الأشخاص ، وهل الحصار هو السبب الأول ؟ .
* العلوجي : الحقيقة أن ما تذكيرينه حول هجرة العقول العراقية إلى خارج الوطن والوجود الهائل فى الجماهيرية العظمى هذا شيء طبيعى لأن الحروب تفرز الكثير من التناقضات الاجتماعية وهجرة العراقيين للخارج هذه حالة نادرة لان العراقيين بطبيعة تركيبتهم لا يحتملون الخروج من الوطن ولكن الظروف هى التى اجبرتهم على ذلك.
آسف إذا قلت (ارحموا عزيز قوم ذل) هذا المثل العربى ينطبق اليوم على العراقيين أين كانوا وكيف أصبحوا ، كان العراق فاتح ذراعية لأبناء الوطن العربى يتعامل معهم مثل كل عراقى فى الحياة المعيشية والعمل ، وفتح أمامهم كل مجالات التوظيف والعمل والدراسة وغيرها هذا هو توجه العراقيين القومى ، وملايين المواطنين العرب كانوا يعملون بالعراق بدون أى عقبات فى كل مجال الحياة .
وماذا اليوم .. نجد الأنظمة العربية تغلق كل الأبواب أمام العراقيين ويعاملون بطريقة غير إنسانية ويمنعون من دخول الدول العربية بل يتعرضون لكثير من المضايقات حتى للذين سنحت الفرصه لهم للعمل فى هذه البلاد.
قفلوا الحدود ومنعوا الغذاء والدواء من الوصول اليهم ، تتكدس على الحدود والموانع حتى تفسد ولم يسمحوا بدخولها لانقاذ الأطفال من الجوع والمرض .

هذه العقول العراقية التى كانت تعمل لبناء الوطن العربى أصبحت اليوم رهينة تبحث عن سبل الحياة . هكذا اليوم اصبح قدر العراقيين منتشرين فى العالم يبحثون عن لقمة العيش بينما كانوا هم يقدمون المساعدات للآخرين ولكن مواقف الأنظمة العربية من العراقيين الذين يسعون للعمل والحياة فى بلادهم موقف مؤسف جداً .
وإذا سألت أى عراقى فى الجماهيرية العظمى عن أحواله سوف تعرفين الجواب والشكوى من التعامل. هذه هى عقولنا العراقية المهاجرة تتعرض لأبشع صور التعامل الغير إنسانى . ولكن ارجو أن تعلمى أن العراق هو العراق صاحب الحضارة والتاريخ والبطولة . أنها سحابة صيف سوف تذهب ويعود العراقيون للوطن ويبنونه من جديد بعد تجربتهم القاسية فى الغربة والإساءة التى تعرضوا لها برغم عقولهم وتخصصاتهم الدقيقة ولكن هذا هو قدرنا نحن العراقيين.
إن سبب هجرتهم كما قلت هى الحياة القاسية بعد الحصار الدولى والعربى لنا ، وكان الحصار العربى أقسى من الحصار الدولى ، ولكن للجماهير العربية الدور الكبير فى كسر هذا الحصار الدامى على العراق ، وهناك فرق بين الأنظمة والجماهير.

* علي ثابت – تنزانيا
س: هل واشنطن جادة في تنفيذ تهديداتها بالاعتداء علي العراق والإطاحة بالرئيس صدام. وما هي السيناريوهات المتوقعة لمستقبل العراق حال وقوع الهجوم الأمريكي وتداعيات ذلك على المنطقة العربية .
العلوجي : نعم هناك مخطط جاهز لتنفيذ العدوان على العراق ، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تحركاتها الدبلوماسية والعسكرية في المنطقة العربية بالذات ومع أوروبا من أجل حشد الدعم العسكري واللوجستى لقواتها التي ستشارك بالحرب ضد العراق.
وقد شعرت مصر وسوريا بذلك الخطر الذي يهدد العراق والوطن العربي.. وقد اعترضت الدولتان بالفعل على تغلغل عناصر المخابرات المركزية الأمريكية ووحدات القوات الخاصة في كردستان والعراق ، وعلى استدعاء الزعيمين الكرديين مسعود برزاني وجلال الطالباني إلى ولاية فرجينيا الأمريكية لمحاولة تحديد دورهما في الاحتياج المقبل للعراق ، والضغط لاستخدام ميليشياتهما في تسهيل اقتراب القوات الأمريكية على محورين اثنين إلى وسط العراق ، وهي محاولة لم تكتمل أبعادها حتى الآن.

وقد طلبت الدول العربية الثلاث مصر والسعودية والأردن من واشنطن ان توقف ضغوطها على كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة بما يسمح باستئناف مباحثات عودة مفتشي الأسلحة إلى العراق وتخفيف أو إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه ، والتي أدت إلى مصرع 1.5 مليون عراقي معظمهم من الأطفال في سنوات الحصار التي دخلت الثانية عشر .

ويخفت الاعتراض الأردني تدريجيا على استخدام أراضيه في الهجوم البري ضد العراق ، فأوراق الضغط التي تملكها واشنطن عديدة وتشمل التهديد بالتهجير الإجباري لبعض الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأراضي الأردنية ، وتخفيض المساعدات الاقتصادية والعسكرية للأردن التي ارتفعت إلى أربعمائة مليون دولار سنويا ، وإثارة قضية الديمقراطية في المجتمع الاردني .
لكن بعض الدول العربية لا تملك الاعتراض على بدء الحشد البري والبحري والجوي الأمريكي على أراضيها وفي مياهها ، وهو ما حدث بالفعل في تركيا والكويت والبحرين وقطر ، وارتفع حجم الوجود العسكري الأمريكي الحالي في الخليج على ما يزيد عن 55 ألف ضابط وجندي.

وقد أدت الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية في تركيا الى استسلام حكومة أنقره للقرار الأمريكي بشأن العراق ، والاكتفاء بطلب تأجيل تنفيذه إلى ربيع 2003 والثمن المباشر هو إسقاط 5 مليارات دولار من الديون العسكرية التركية للولايات المتحدة ، كما طلبت الحصول على منظومة صواريخ " باتربوت " لحماية قاعدة أنجرليك الجوية وما حولها من احتمال توجيه ضربات صاروخية عراقية ضدها عند بداية الغزو.
ولا تزال جامعة الدول العربية غارقة في سلبياتها إزاء إتمام المصالحة العراقية الكويتية ، وعاجزة عن المشاركة كمنظمة إقليمية فعالة في مباحثات كوفي عنان مع الحكومة العراقية بشأن التفتيش الدولي والعقوبات الظالمة ضد الشعب العراقي .

في حالة ضرب العراق لن يكون أو التباكي على مستقبل العراق فقط بل على مستقبل الوطن العربي من محيطة إلى خليجه.
أذكر الزائرين الكرام بقول [ برنارد لويس ] مستشار الرئيس الأمريكي الذي أعلن بصراحة ( أن إسرائيل لن تنمو وتستمر في موقعها الاستراتيجي المهم ما لم تعد منطقة الشرق الأردني إلى ما كانت عليه في عهد الإمبراطورية العثمانية من كيانات قومية وعرقية وعنصرية ومذهبية متفرقة ومتصارعة بفعل نزاعاتها المستمرة) .

* أبوطاس – المغرب
س : هل تعتقد أن العراق اختار الحرب مع الولايات المتحدة ، وهل يمكن أن تتورط واشنطن في مستنقع مثلما حدث مع طالبان في أفغانستان والذي عجزت عن الخروج منه حتى الآن ؟ .
العلوجي : لا أحد يريد الحرب لأنه يعلم ما هي نتائجها وخاصة العراق الذي خاض حربيين مدمرتين (حرب الخليج الأولى والثانية ) ، والعراق لم يختار الحرب مع الولايات المتحدة الأمريكية ، بل هي التي تريد فرض الحرب عليه وما تقوم به أمريكا من تهديدات خارجة عن القانون والشرعية الدولية هي الدليل القاطع على عدوانية أمريكا ، والعراق يتجنب الحرب بكل الوسائل وما عرضه أخيرا من استعداده لإستقبال مفتشي الأمم المتحدة لمراجعة وسائل التفتيش خير دليل ، وكذلك دعوة البرلمان العراقى إلى مجلس النواب والشيوخ الامريكيين لاستقبال وفد يضم خبراء التفتيش ويستضيفهم العراق لمدة ثلاثة أسابيع ولهم حرية التفتيش فى أى موقع يرغبون فيه بدون اعتراض الحكومة العراقية ، بل وتسهل لهم كل رغباتهم . وكان الرد سريعا من قبل الإدارة الأمريكية بدون الرجوع إلى رأي مجلسي النواب أو الشيوخ برفض الدعوة العراقية واستمرار إطلاق تهديدات الحرب وتجديد الاتهامات التي أثبتت الوقائع أنها غير صحيحة حول علاقة العراق بالقاعدة إو إيواء عناصرها ، ولكن الغطرسة الأمريكية والاستهتار بالعالم وفرض الفوضى عليه هي السياسة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية حول العالم لفرض هيمنتها وقوتها ورفع شعار قانون الغاب ، وللأسف أن العالم في غيبوبة عما تريده الولايات المتحدة من دمار وفوضى في الدول الأخرى التي تختلف معها سياسيا.

أمريكا تعتبر الحروب نزهة بين اشلاء القتلى والدمار وهي سعيدة بذلك ، وتعتبرها هي الديمقراطية الأمريكية التي ترفع شعارها الكاذب بينما هي عدوة للديمقراطية .
العراق غير أفغانستان ومستنقع العراق سيكون وبالاً على أمريكا لأن العراق قادر على الدفاع عن نفسه بقدر ما لديه من إمكانيات ، ولكن شعبه سوف يقاوم هذا الاحتلال ومعه الجماهير العربية ، وأتوقع هزيمة أمريكا في هذه الحرب القذرة .

وهذا ما يحذر منه الكثير من المحللين الاستراتيجيين في العالم ، وفي داخل الولايات المتحدة هنالك أصوات ترفض الدخول في هذه الحرب المجهولة النتائج ، حتى أن أمريكا غير قادرة على تحديد هذه الحرب وكيف تبدأ.. لذلك نجد أن الإدارة الأمريكية في ورطة حقيقية ، لأنها تعلم أن هذه الحرب لن تكون نزهة أو مثل العدوان على أفغانستان لأن العراق له خبرة في التعامل مع مثل هذه الظروف ، فبداية الحرب أمر سهل ولكن الخروج منها صعب.

ضرب العراق سيخلف عواقب وخيمة على جيرانه

* محمد – السودان
س : كيف تقيمون موقف الأردن الحالي تجاه العراق ؟ .

* العلوجي : لابد أن نفرق بين موقف الحكم وموقف الشعب الأردني ، فالحكومة الأردنية واقعة تحت الضغط الأمريكي والتهديد بقطع المساعدات عنها والتهديد الإسرائيلي بترحيل الفلسطينيين إليها ولذلك نجد موقف الحكومة الأردنية العلنى ومن خلال تصريحات المسئولين يرفضون العدوان على العراق وذلك لتطمين الشارع الأردني في هذا الموقف والمساند للعراق. ولكن في حالة الجد ستجدون التغيير المتوقع في مساندة الحرب ضد العراق وفتح الأراضي الأردنية للقوات الأمريكية ، وهناك مؤشرات على وجود قوات استطلاعية أمريكية في الأردن بل أن هناك قوات جوية وبرية مع عناصر استخباراتية وعليه لا يوجد ما يبعث على الاطمئنان للموقف الأردني الرافض للعدوان على العراق.
ولكن نحن نؤمن بقوة الشعب الأردني وقواه الوطنية والقومية للتصدي للعدوان الأمريكي على العراق والأيام المقبلة سوف تحدد ذلك.

* الحيسر بن محمد العامري – سلطنة عمان
س : استهداف العالم العربي أصبح من السهل على كل من " هب ودب " واستهداف العراق درة العرب أصبح وشيك ، والسيناريو الذي يتضمن عودة الهاشميين إلى عرش بغداد أصبح أكثر تداولا الآن من أي وقت مضى .. السؤال هو ما مدى قبول هذا السيناريو للمعارضة العراقية والعامة ، وهل يكون عودة الهاشميين ورقة دخول العراق مجلس التعاون الخليجي ،
السؤال الثاني .. هل تعتقد انه من الممكن أن يقوم الرئيس صدام بالتخلي عن السلطة ، ويقوم بإعادة الملكية الهاشمية على غراء ما فعله فرانكو فى أسبانيا ويحصل بهذا على حصانة ملكية تحول دون التعرض له قانونيا .

* العلوجي : يا صديقي ان الوطن العربي أصبح اليوم ملطشة لكل من يريد أن يجرب قبضته عليه ، وهذا شيء طبيعي لأن الواقع الذي نراه اليوم يدعو للبكاء .. والأسباب كثيرة ولا أعتقد أنك لا تعلمها ، ولكن انظر حولك فماذا تجد ؟ .. تجد أنك مهان محتقر منبوذ .
وليس العراق فقط هو المستهدف ، العراق جزء من الوطن العربي واستهدافه استهداف الوطن العربي ، فماذا فعل العرب للعراق منذ عقد من الزمن .. ترك وحده يجابه الجوع والموت والأمراض والحصار والقتل اليومي المنظم بالطائرات الأمريكية والبريطانية .

عودة الهاشميين إلى عرش بغداد هذا حلم من الأحلام التي لا تتحقق لأن العراقيين قد حددوا طبيعة الحكم الذي يحكم به العراق ، والعودة للماضي سراب ، وهذه أحلام تداعب أحلام الأسرة الهاشمية في الأردن ، وهي تستغل أي مناسبة للحديث عنها ، ولكن من الصعب تحقيق ذلك .
ولا أعتقد أن المعارضة تتقبل فكرة عودة الملكية لأن المعارضة العراقية تتكون من قوى قومية ووطنية واشتراكية وليبرالية ودينية ، وهي تجاوزت هذه الفكرة وهناك معارضة عنيفة . أما عودة الهاشميين كورقة لدخول العراق مجلس التعاون الخليجي ، فلا أتصور ذلك لأن العراق هو طبيعيا من ضمن مجلس التعاون الخليجي ، ولكن عضويته مؤجلة بسبب الظروف السياسية والخلاف بينه وبين دول الخليج ، ووجود العراق بإمكانياته وقوته دعما فاعلا للمجلس وحماية له ، ودخول العراق للمجلس مسألة وقت فقط .

وفيما يتعلق بتخلي صدام عن السلطة ، هل سمعت أن حاكما عربيا تخلى عن الحكم بطوع إرادته .. الوحيد هو سوار الذهب الرئيس السوداني وعد وصدق .. ومن الصعب أن يقوم الرئيس صدام حسين بإعادة الملكية لأن الحكم بالعراق حكم حزب البعث ، وهذا الحزب من مبادئه النظام الرئاسي والاشتراكي .. أما عودة الملكية في أسبانيا فهذا شيء استثنائي .. ولا أعتقد أن هناك حصانة ملكية لأحد .. لأن هذه الملكية غير موجودة .

* فراس الشهابي – السعودية
س : هل تنجح محاولة لغزو بلد بحجم العراق بديمغرافيته وتغيير نظام الحكم فيه دون نتائج وخيمة على محيطة . . وهل تعتقد بأن فيتنام جديدة سيشهدها الشرق الأوسط ؟ .

* العلوجي : لا يوجد في التاريخ المعاصر أن نجحت أي دولة في غزو بلد أخر لأن عالم اليوم هو غير عالم الماضي ، وعندما تبدأ الحروب معنى ذلك ان قانون الغاب هو الذي يسيطر على العالم ، والحرب العالمية الأولى والثانية بدأتا باحتلال وغزو للدول الأخرى .. فماذا كانت النتيجة .. هي دمار العالم وذوبان شعوب والقضاء على دول قائمة .. وعندما أقدم العراق في احتياج الكويت عام 1990 ماذا كانت النتيجة .. وقف العالم - بحق وبدون حق - ضد هذا الاجتياج وحشدت الجيوش مع كافة أسلحتها للوقوف بوجه هذا الاحتياج وصدر القانون تلو القانون للعقوبات على العراق .. فكانت النتيجة هي ما تراه اليوم من تدهور أوضاع العراق والعرب .. الآن نحن أمام دولة انفردت بالعالم أجمع وفرضت عليه قوتها ورفعت شعارها من ليس معنا فهو ضدنا .

* أبو محمد الزيني - مصر
س : هل ما نشاهده الآن من مواربة الباب قليلا قليلا للمهادنة مع الذين يدعون للرجوع إلى الله وإلى الأخذ بكتابه والاعتماد عليه هو أسلوب يتم تكراره عندما تتقطع السبل بالأنظمة الحاكمة وتتعرض للتهديد من جانب الهيمنة الأمريكية كما حدث قبل حرب أكتوبر 1973 وبعدها في عهد السادات .
العلوجي : الهيمنة الأمريكية على المنطقة العربية واقعة وأنظمتنا هي المسئولة عن وجودها وهي التي تنازلت عن كرامتها وسمحت لهذه القوى بالسيطرة على مقدراتنا وثرواتنا القومية والحقيقة أن الأنظمة لم تهرب ، بل استسلمت لهذه القوى بإرادتها ، وأن حرب أكتوبر 73 كانت أخر الحروب كما أعلن السادات ، وأن الذي يجرى علينا هو الواقع الحقيقي لما وصلنا إليه من الهوان والذل ، ونحن نؤمن بقدر الله وحكمه ، وأعتقد أن الله لن يتخلى عنا وسوف ننتصر وتعود تلك الأمة التي ذكرها الله " كنتم خير أمة أخرجت للناس " .

* حيدر
س : هل واشنطن جادة في كلامها عن تنفيذ تهديداتها بالاعتداء على العراق ؟ .

العلوجي : أن التحضيرات التي تقوم بها الولايات المتحدة للتحضير لضرب العراق مؤشرات تدل على ذلك ، ولكن أيضا هناك مؤشرات بالتراجع عن ضرب العراق بعد أن تخلى العالم عنها ، وأعلن اعتراضه على هذه الحرب التي لا مبرر ، وليس هناك من سبب يدعو إلى ذلك. ومع ذلك فان القوات الامريكية تدعم تواجدها في القاعدة الجوية العملاقة في قطر والتي تستعملها حاليا وحدات تابعة للقوة الجوية الأمريكية ، وتمت إضافة 13 ألف قدم من مدارج إقلاع وهبوط الطائرات ، وقاعدة " العديد " هي أكبر القواعد العسكرية في قطر وتم تجهيزها استعدادا للهجوم على العراق في حالة اتخاذ القرار.

 

الصفحة الرئيسية