الشاهد للدراسات السياسية والاستراتيجية        

   
     

 

منظمة العفو الدولية
حملة من أجل تعليم حقوق الإنسان
 "تعليم حقوق الإنسان" نشرة يصدرها الفريق المعني بتعليم حقوق الإنسان لمنظمة العفو الدولية.

رقم الوثيقة: POL 32/02/99

نحو مستقبل أفضل لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
"من أين وكيف نبدأ؟"
هكذا تساءل طالب فلسطيني في الجامعة الإسلامية في غزة، بعد أن سمع محاضرة عن تعليم حقوق الإنسان يلقيها صحفي يدعى كمال ليبدي، الذي شغل منصب مدير فرع المنظمة في تونس. وقد أوقدت كلماته حماسه، ووجد أن من الصعب عليه أن يصدق أن من الممكن تنفيذ مشروعات تعليم حقوق الإنسان دون الحاجة إلى موارد مالية وفنية ضخمة. ولكن إجابات كمال كانت مطمئنة. "إنها تبدأ في بيوتنا بالطريقة التي نتكلم ونتعامل بها مع أطفالنا، ومن هنا تنتقل إلى المدرسة والجامعة، وتستمر حتى تتغلغل في جميع جوانب حياتنا اليومية."
إن تعليم حقوق الإنسان أمر له أولويته لعملنا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إنه المفتاح للاستراتيجيات بعيدة الأجل الرامية لمنع الانتهاكات، وقد حقق أعضاء المنظمة نجاحاً هائلاً في وضع برامج مناسبة للاحتياجات المحلية والبيئات الثقافية.

الهيكل الفلسطيني للمنظمة
لعدة سنوات، قام الهيكل الفلسطيني بأنشطة مختلفة لتعليم حقوق الإنسان، مثل تمثيل مسرحيات للأطفال في المناطق الريفية، وتنظيم حلقات عمل لأئمة المساجد وغيرهم من المستشارين الدينيين والتعاون مع المنظمات غير الحكومية الأخرى، وكذلك موظفي وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي على إدخال تعليم حقوق الإنسان في المناهج التعليمية. وفي عام 1998، فتحت مكتبة بلدية نابلس، أعرق المكتبات التابعة للمجالس البلدية الفلسطينية، جناحاً لمنظمة العفو الدولية لمساعدة أهالي المدينة والطلاب على إجراء الدراسات والبحوث حول حقوق الإنسان.

المغرب
اعتبر الهيكل المغربي حقوق المرأة والطفل أولوية له في استراتيجيته لتعليم حقوق الإنسان. وقد عمل أعضاء المنظمة في المغرب عن كثب مع المنظمات النسائية غير الحكومية وخبراء التربية والمسؤولين الحكوميين. ونظموا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم حلقتي عمل، في سبتمبر/أيلول 1998 وأبريل/نيسان 1999، لإعداد 30 مدرباً لتدريب معلمي المدارس الابتدائية على تعليم حقوق الإنسان.

معسكر صيفي في المغرب

وفي عام 1998، نظمت المجموعات حلقة دراسية لبحث حقوق المرأة العاملة والطفل، مع التركيز على الفتيات اللاتي يعملن في مصانع نسج السجاد وكخادمات في المنازل. كما نظمت الشبكة النسائية المغربية التابعة للمنظمة حلقة دراسية أخرى بالتعاون الوثيق مع الكثير من المنظمات غير الحكومية النسائية لكي تبحث كيف يمكن أن تشارك المرأة بدور أشد فعالية في جميع مجالات الحياة العامة. وتشكلت لجنة للمتابعة للإشراف على تنفيذ التوصيات.

واحتفالاً بالذكرى الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، شرع الهيكل المغربي في القيام بمهمة شاقة بعد أن آلى على نفسه أن يجمع 300 ألف توقيع على تعهد "ببذل قصارى الجهد لترجمة حقوق الإنسان إلى حقيقة واقعة." وكان من بين الموقعين رئيس الوزراء  ووزيرا العدل وحقوق الإنسان ورئيس البرلمان، ونظموا مهرجان لأفلام حقوق الإنسان، وحصلوا على توقيعات نجوم السينما العربية، مثل الممثل المصري نور الشريف. وقد توجهوا إلى أصغر القرى الواقعة في المناطق النائية لمناقشة رسالة حقوق الإنسان مع سكانها، من ربات البيوت والخبازين والفلاحين ورجال الشرطة.

وشارك مئات من الأطفال والشباب في أول منتدى وطني للشباب خاص بحقوق الإنسان - حيث ناقشوا حقوق الأطفال وأصول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما أنهم قادوا مسيرة على أضواء الشموع طافت بالشوارع وجمعت التوقيعات من المارة على طول الطريق. وقد جاوز عدد التوقيعات حتى الرقم الطموح المستهدف حيث بلغ مجموع التوقيعات 938 ألف توقيع.

إسرائيل
إن برنامج تعليم حقوق الإنسان في إسرائيل هو حجر الزاوية لنشاط الفرع في الأجل البعيد الرامي لمنع انتهاكات حقوق الإنسان، وفي ربيع عام 1999، احتفل أعضاء الفرع الإسرائيلي بحصولهم على موافقة رسمية من وزارة التربية والتعليم على إدراج برامج حقوق الإنسان الخاصة بمنظمة العفو الدولية في المناهج الدراسية الرسمية بالمدارس. ونظمت 14 حلقة دراسية في حيفا ونازاريت وسخنين وشفا عمر فيما بين أكتوبر/تشرين الأول 1998 ويناير/كانون الثاني 1999، قام بتمويلها الفرع الإسرائيلي ومشروع التعليم من أجل الحرية ونفذ المشروع بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

تونس
في بعض البلدان، تعني ملاحقة السلطات للمدافعين عن حقوق الإنسان أن أنشطة تعليم حقوق الإنسان نفسها لا يمكن أن تدار دون تدخل من جانب الحكومة. فعلى سبيل المثال، شهدت السنوات الأخيرة تحجيماً حاداً لأنشطة الفرع التونسي. وتعرض أعضاء المنظمة للتهديد، بل وألقي القبض على بعضهم، كما فرضت رقابة على أجهزة الفاكس والهاتف والاتصالات في مقر الفرع، بل حتى سد سبيل الدخول على موقع المنظمة على شبكة الإنترنت. بل وأمرت السلطات في إبريل/نيسان 1998 بحظر توزيع دليل تعليمي لحقوق الإنسان كان الفرع قد أعده كأساس لنشاطه المقبل، ومازال الدليل محتجزاً في المطبعة ببلدة سوسة رغم جميع جهود المنظمة.

المستقبل
سوف يظل تعليم حقوق الإنسان في المستقبل المنظور أولوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومجالاً للعمل نعتزم تطويره وتوسيعه أكثر فأكثر بالتعاون مع أعضاء المنظمة وشركائها في العمل من المنظمات غير الحكومية الأخرى في شتى أرجاء العالم.

الفرع النيبالي: وجهوده في مجال تعليم حقوق الإنسان
لمحة عن نيبال
نيبال هي أصغر بلدان العالم التي لا تطل على بحار، ويبلغ عدد سكانه حوالي 20 مليون نسمة. وهو من أفقر بلدان العالم، حيث يعيش أكثر من 60 في المائة من سكانه تحت هامش الفقر. وبفضل تضاريسه الجبلية الوعرة، صار الوصول إلى معظم المناطق الداخلية فيه عسيراً، ويعمل أكثر من 85 في المائة من سكانه بالزراعة. ونسبة من يعرفون القراءة والكتابة من سكانه أقل من 40 في المائة، وفي المناطق الريفية، تقل نسبة التعليم بين الإناث عن الذكور بكثير. ورغم أن التعليم الابتدائي مجاني، لكن الفقر يحول دون أن يرسل عدد كبير من الآباء أطفالهم إلى المدارس، حيث يضطر الأطفال للعمل لكسب قوتهم. كما أن الكثير من الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة، يعجزون عن مواصلة التعليم بعد المرحلة الابتدائية.

الفرع النيبالي وجهوده في مجال تعليم حقوق الإنسان


رجال الشرطة النيبالية يشاركون في تدريب من نوع "لعب الأدوار" وهم يدرسون
حقوق الإنسان في إطار مشروع يديره الفرع النيبالي.

أصبح هيكل نيبال فرعاً في أواخر عام 1993، وكان تعليم حقوق الإنسان منذ بدايته الأولى أولوية قصوى له. وهو ينتهج في هذا الشأن استراتيجية لها شقان، الأول السعي لإقناع الحكومة بإدراج حقوق الإنسان في المناهج الدراسية. والثاني الاهتمام بمجال التعليم غير الرسمي. وفي إطار التزامه ببرنامج التعليم غير الرسمي، أسس الفرع في عام 1995 وحدة للتدريب في مقره وبدأ يلتمس الوسائل لإيجاد موارد التمويل لتعزيز برنامج التدريب في الفرع. وفي أواخر عام 1996، أثمرت جهودنا في شكل الحصول على دعم من مشروع التعليم من أجل الحرية. وبمساعدة هذا المشروع، نظم الفرع النيبالي عدة برامج تدريب لخمسة قطاعات مستهدفة، هي فيما يلي:

·         المعلمون

·         المرأة

·         الشرطة

·         ممثلي الفئات الشعبية المنتخبين

·         الشباب والأطفال

وكل فصل تدريبي ينفذ بالتعاون مع مجموعات المنظمة المحلية للتقليل من النفقات. وعلاوةً على ذلك، فقد عقد الفرع النيبالي مؤتمره الوطني الأول لتعليم حقوق الإنسان في عام 1995، وأصدر إعلاناً من عشر نقاط ينظم نشاطه في مجال تعليم حقوق الإنسان.

مشروع التعليم من أجل الحرية


نساء يشاركن في أداء نشاط جماعي أثناء فصل لتعليم حقوق الإنسان في نيبال، حيث جرى تعريف قرابة ألف امرأة بقيم حقوق الإنسان ومناهج تعليمها بفضل جهود الفرع النيبالي على مدار السنوات الثلاث الماضية.

سوف ينتهي مشروع التعليم من أجل الحرية، الذي بدأ قبل ثلاث سنوات، في شهر أغسطس/آب الحالي 1999. ولكن في غضون السنوات الثلاث هذه، ساعد المشروع بصورة كبيرة في تطوير القدرات التدريبية بالفرع. وقد طبق الفرع أنواعاً مختلفة من استراتيجيات التشغيل لتعزيز وحدة التدريب. وكان من ضمن هذا ما يلي:

·         بناء رصيد من المدربين المهرة، حيث أصبح الفرع النيبالي يملك اليوم 25 مدرباً متمرساً، منهم تسع نساء. وجميع المدربين من أعضاء المنظمة، ولم يدفع الفرع خلال السنوات الثلاث هذه أي أجر لأي مدرب ممن استعان بهم في مشروع التدريب من أجل الحرية الذي سعى إلى تكوين مجموعة من الخبراء المتمرسين على مناهج إعداد المدربين. وقد كون الفرع أيضاً رصيداً خاصاً به من الخبراء المتمرسين على تنظيم حلقات العمل الخاصة بتقييم احتياجات التدريب ووضع برامج التدريب وإجراء الاختبارات الاستطلاعية اللازمة لها قبل تطبيقها. ولدى الفرع الآن ذخيرة هائلة من أعضاء المجموعات الأساسية المتمرسين على معظم هذه الجوانب ولهذا الغرض أيضاً، أضحت خدمات الأعضاء تطوعية.

·         بناء رصيد من مواد التدريب، حيث وضع الفرع أدلة وكتيبات تعليمية منفصلة للمدربين وللمشاركين في برامج التدريب الخاصة بكل مجموعة من المجموعات الخمس المستهدفة سابقة الذكر. كما أعد الفرع دليلاً مستقلاً للمدربين، وكتيباً إرشادياً للمشاركين في برنامج خاص لتدريب المعلمين على حقوق الطفل. كذلك، أعد الفرع أيضاً دليلاً يشمل برنامجاً لتدريب المدربين مدته ثلاثة أيام، ويستخدم هذا الدليل لإعداد المدربين للعمل في الفرع.

·         سعياً لتطوير الخبرة في مجال برامج التوعية بحقوق الإنسان حتى قبل مشروع التعليم من أجل الحرية، عمد الفرع إلى استخدام مسرح الشارع لنشر الوعي بحقوق الإنسان. وكانت المجموعة الرئيسية التي استهدفها المشروع سكان الريف. وواصل الفرع استخدام مسرحيات الشارع خلال مشروع التعليم من أجل الحرية. وقد أصبح الآن لدى الفرع عدة أعمال ومواد درامية لتمثيل أربع مسرحيات من هذا النوع، وقد مثلت تلك المسرحيات على مدار الأعوام السابقة. ومن خلال هذه الأعمال الدرامية، استطاع الفرع أن يتوغل في معظم أنحاء نيبال. كما نظم الفرع مجموعة شتى من برامج الحديث والحلقات الدراسية ومسابقات وطنية لكتابة المقلات بين تلاميذ المدارس وبرامج أخرى للتوعية بحقوق الإنسان.

·         وسعياً لتعزيز مساعيه من أجل كسب التأييد، عمد الفرع منذ تأسيسه إلى القيام بمساع نشطة لكسب التأييد من أجل إدراج تعليم حقوق الإنسان في المناهج المدرسية. وبفضل جهوده الدؤوبة، أصبحت هذه القضية مثار الحديث والنقاش في البلاد، وهي ظاهرة إيجابية. وقد أدرجت بعض الموضوعات عن تعليم حقوق الإنسان في مناهج الصفوف الرابع والخامس والثامن في المدارس.

مواصلة العمل
ما أن قطعنا نصف الطريق في مشروع التعليم من أجل الحرية، حتى بدأ الفرع يبذل مساع لمواصلة التدريب حتى بعد انتهاء المشروع. وقد بدأت هذه الجهود الآن تؤتي أكلها. ففي عام 1998، حصل الفرع على بعض الدعم من أجل التدريب من فرع وكالة المعونة السويدية المعروفة باسم "ريد بارنا". وبالمثل، حصل الفرع في بداية هذا العام على تمويل من السفارة البريطانية في نيبال لبرنامج تدريب لمدة ثلاثة أيام من أجل ضباط الشرطة سوف يقام في ما لا يقل عن عشرة أماكن في البلاد. ومن المتوقع أن تمول السفارة البريطانية الطور الثاني من برنامج تدريب الشرطة المقرر تنظيمه في أواخر هذا العام.

وقد أسفرت جهود الفرع المنتظمة عن الكثير من النتائج، فقد استطاع أن يطور تدريجياً قدرته في الكثير من مجالات التدريب، بما في ذلك تعبئة الموارد. ويجب تدعيم هذه القدرات على مدار السنين، حتى يمكن للفرع أن يدير مشروعاً مثل التعليم من أجل الحرية وحده. ونحن نأمل أن نحقق هذا الأمل في غضون السنوات الثلاث القادمة.

الوصول إلى الجماهير


مناقشة بين رجال الشرطة أثناء دورة تدريبية على حقوق الإنسان في نيبال

منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1996، درب الفرع 2326 معلماً و870 ضباط شرطة، و812 ممثل منتخب للقواعد الشعبية، إلى جانب 986 امرأة، بمجموع 4994 متدرباً. ومنذ عام 1995، وصل الفرع النيبالي إلى ما يقدر بـ 200 ألف شخص عن طريق مسرح الشارع.

إن لك حقوقاً: فلتعرفها ولتعمل على تعزيزها والذود عنها
تجربة من بيرو
عانت بيرو لسنوات طويلة من العنف على يد الجماعات المسلحة، مثل "الدرب المضيء"، وعلى يد مهربي المخدرات وجنود الجيش البيروي. وقد ترك هذا الصراع الذي استمر أكثر من 14 عاماً، من 1980 حتى 1994، 25 ألف قتيل من أبناء بيرو، وزُج من جرائه في السجون بألوف من الأبرياء للاشتباه في انتمائهم للجماعات المسلحة. كما "اختفى" أكثر من 6000 شخص وشردت مئات الألوف من الأسر من ديارها. وقد تمزق النسيج الاجتماعي في المناطق التي بلغ فيها العنف ذروته حيث تعرض قادة المجتمعات المحلية للاغتيال على نحو منتظم. وتقوضت علاقات الثقة. وكان أشد المتضررين من هذا كله هم الفقراء الذين لم يعرفوا حقوقهم ولا كيف يدافعون عنها. وقد تأسس معهد بيرو للتعليم وحقوق الإنسان والسلام في عام 1985 في إطار عدة محاولات من جانب المجتمع المدني في بيرو لمعالجة العنف. وهذا المعهد هو منظمة غير حكومية تضم معلمين من المشتغلين في وزارة التربية والتعليم وفي برامج التعليم الشعبي. وقد تأثر هذا المعهد إلى حد بعيد بمبادئ باولو فريري، خبير التربية الذي طبقت شهرته الأفاق، والذي يركز منهجه الشعبوي (المؤمن بالجماهير) على تمكين البسطاء من تملك زمام أمورهم.

وقد ركز المعهد المذكور على المعلمين من المتضررين بالعنف. وحتى اليوم، فقد درب المعهد ما يزيد على 13000 معلم متخصص في تعليم مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، و250 داعية لحقوق الإنسان، وهم معلمون بدأوا بدورهم يدربون ألوف المعلمين غيرهم.

تدريب القيادات في المجتمعات المحلية
في عام 1996، قرر المعهد تمديد نشاطه التدريبي إلى قيادات المجتمعات المحلية، معتمداً في ذلك على تمويل من برنامج المساعدات الخارجية الذي تديره الحكومة الأمريكية، وبالتعاون مع اثنين من كبريات المؤسسات البيروية، وهما المنسق الوطني لحقوق الإنسان في بيرو، ومكتب مفتش شكاوى حقوق الإنسان، وبناءً على ذلك، فقد أعد المعهد دورة تدريبية على حقوق الإنسان والديمقراطية ومشاركة المواطنين بعنوان "إن لك حقوقاً: فلتعرفها ولتعمل على تعزيزها والزود عنها".

ولأكثر من ثلاثة أيام، انتظم في الدورة بعض قادة المجتمعات المحلية، وكان من بينهم محامون ومعلمون وأخصائيون اجتماعيون، وكذلك رؤساء لنوادي الأمهات وقيادات أخرى محلية من الأوساط الشعبية، وأديرت الدورة بأسلوب بعيد بعض الشيء عن أساليب التعليم الرسمي، حيث تعرفوا على المفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان والديمقراطية ومشاركة المواطنين ومناهج التدريب التفاعلي، مثل الألعاب والمحاكاة. وينهض منهج المعهد في تدريب قيادات المجتمعات المحلية على سبعة مبادئ أساسية تكمن جذورها في حركة التعليم الشعبية في أمريكا اللاتينية التي استلهمت وجودها من باولو فريري.

·         يجب أن تنهض جميع برامج التعليم على احتياجات واهتمامات ومشكلات الدارس

·         يجب أن يكون التعليم "نشطاً"، أي من خلال مجموعة من الأنشطة الفردية والجماعية

·         يأتي التعلم من خلال حوار يتبادل فيه المتحاورون الأفكار  والمشاعر والأحاسيس في جو من الاحترام المتبادل.

·         يجب أن يطور المرء قدرته على النقد والحكم على الأفكار والأشخاص والتصرفات على نحو جاد.

·         ما من سبيل ممكن لتعلم القيم ما لم تأخذ مناهج التدريب في الاعتبار مشاعر المشاركين.

·         أفضل طريقة للتعلم هي عن طريق المشاركة، والمساهمة بالرأي والمشورة، والمشاركة في صنع القرار.

·         يصبح التعليم أشد فعالية عندما يتكامل الرأس مع الجسد مع الفؤاد في عملية التعلم.

 ويغادر قادة المجتمعات المحلية مقر الدورة وهم مزودون بمجموعة من المواد التي يبدأون في استخدامها لدى عودتهم إلى مدنهم وقراهم. وتتألف هذه المجموعة من ألعاب محورها حقوق الإنسان والديمقراطية، ودليل مبسط سهل الاستخدام لمواد الدورة التدريبية التي حضروها، وملخص للمبادئ التي ينهض عليها المنهج المستخدم، ومجموعة من المبادئ التوجيهية بشأن كل حق من الحقوق التي نوقشت، وما الذي يقوله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ودستور بيرو، وقوانين بيرو الأخرى بشأن هذه الحقوق، والخطوات التي يجب اتخاذها عندما تنتهك هذه الحقوق. ويتابع المعهد القيادات بعد انتهاء الدورة بالتعاون الوثيق مع الأعضاء المحليين لشبكة تعليم حقوق الإنسان في بيرو التي تتألف من 70 منظمة. وتتألف عملية المتابعة هذه من دورة جماعية لمدة يوم واحد بعد ثلاثة أشهر من انتهاء التدريب، واجتماعات سنوية على صعيد المقاطعة، واجتماع سنوي على الصعيد الوطني في العاصمة ليما لممثلي المقاطعات، ونشرة تصدر كل شهرين. وتوفر هذه الآليات أداة هامة للربط بين المتدربين. كما أنها تمنح الفرصة للمتدربين لكي يتبادلوا قصص النجاح الذي حققوه والتحديات التي واجهوها لدى عودتهم إلى مدنهم وقراهم، كما تتيح إمكانية جمع معلومات جديدة منهم عن حقوق الإنسان والديمقراطية وكذلك مناهج التدريب التفاعلي.

تقييم النتائج
فيما بين فبراير/شباط ونوفمبر/تشرين الثاني 1998، أجرت مارسيا بيرنباوم، وهي طبيبة نفسيه، ومعلمة وخبيرة تمرست على تقييم البرامج لمدة تزيد على 20 عاماً، دراسة لتجربة المعهد مع التركيز على مشروع تعليم قيادات المجتمعات المحلية. وقد رصدت النشاط اليومي لهيئة العاملين بالمعهد وحاورت 45 شخصاً من كبار الشخصيات داخل وخارج بيرو حول المعهد ونشاطه. وأجرت دراسة ميدانية، وتجولت في مناطق المرتفعات والأدغال والمناطق المضارة وغير المضارة بالعنف. وقد تحاورت مع 20 من القيادات المحلية التسعمائة التي قام المعهد بتدريبها حتى الآن، وكذلك أسرهم وأفراد في مجتمعاتها المحلية. وكان هدفها أن تقيم رأيهم في التدريب، والفوائد التي عادت عليهم منه، وتأثيره على حياتهم. كذلك حضرت إحدى الدورات التدريبية، التي أقامها المعهد لمدة ثلاثة أيام، ضمن المشاركين فيه.

النتائج
وكانت المحصلة دراسة لتجربة المعهد بعنوان "تعزيز أواصر الصداقة والثقة والالتزام لإرساء دعائم حقوق الإنسان والديمقراطية في بيرو"، وقد نشرت بالإنجليزية والأسبانية. وتوضح الدراسة الميدانية أن المعهد قد أثر تأثيراً قوياً على قيادات المجتمعات المحلية التي حضرت الدورات التدريبية، وأن هذا التأثير قد امتد ليشمل أفراد الأسرة وكذلك الأفراد في مجتمعاتهم. وكان من بين النتائج التي تحققت ما يلي:

·         التطبيق الواسع والمتنوع لما تعلموه لدى عودتهم إلى المجتمعات المحلية، بما في ذلك إعداد دورات تدريبية تماثل الدورات التي حضروها في المعهد، وتنظيم محاضرات تعالج بإيجاز موضوعات محددة تتصل بحقوق الإنسان، وتكوين لجان لحقوق الإنسان في مدنهم وقراهم التي لم يكن بها من قبل مثل هذه اللجان، وإعداد برامج إذاعية وتليفزيونية تركز على حقوق الإنسان، وتنظيم حملات لحقوق الإنسان والمشاركة في الحملات القائمة، والزود عن حقوقهم الخاصة وتوفير المشورة بصورة غير رسمية لغيرهم.

·         التزام قوي بتطبيق ما تعلموه في الدورة التدريبية، وهم لا يكتفون بمجرد التطبيق لمرة واحدة، بل يعمدون إلى تكراره مراراً. وقد تبين أن المشاركين الذين جرى تدريبهم قبل عامين ظلوا يواصلون بنشاط تطبيق ما تعلموه.

·         اتساع دائرة التسامح والشعور بالتواضع من جانب قيادات المجتمعات المحلية وتحسن العلاقات بينهم وبين أفراد أسرهم.

·         زيادة ملحوظة في الاعتداد بالنفس، خاصةً بين النساء، وقد تبين أن تلك الدورات كانت نقطة تحول في حياة نصف النساء اللاتي شاركن فيها.

·         دلائل تشير إلى انخفاض في معدل العنف البدني (ضرب الأزواج لزوجاتهن، وضرب الوالدين للأطفال) حيث أصبح الفرد يعي حقوقه.

·         تبين في عدة حالات أن قدرة المجتمع قد زادت على التصدي للسلطات عندما يتعرضون لانتهاكات حقوق الإنسان.

وقد تحققت نتائج مماثلة بالنسبة للأشخاص الذين تولت قيادات المجتمعات المحلية تدريبهم عند عودتها إلى مدنها وقراها، وذلك وفقاً لما ذكره هؤلاء الأشخاص أنفسهم.  

كيف تحصل على نسخة من الدراسة المذكورة
تعرض الدراسة للدروس المستفادة من تجربة المعهد - من الناحيتين الإيجابية والسلبية على السواء - وهي دروس قد تكون ذات فائدة للجماعات الأخرى التي تعمل في مجال تعليم حقوق الإنسان.
ويمكن الحصول على موجز للدراسة في 15 صفحة، وكذلك على النص الكامل للدراسة في وثيقة من 70 صفحة بالإضافة إلى الملاحق في صورة إلكترونية عن طريق الاتصال بالعنوان الآتي
http://www.human-rights.net/ipedehp/study_english  وذلك بالنسبة للنسخة الإنجليزية، أما النسخة الأسبانية فتطلب من http://www.human-rights.net/ipedehp/study_spanish،  لمزيد من الاستفسارات أو لطلب التقرير (باللغة الإنجليزية أو الأسبانية) نرجو الاتصال بالمؤلفة Marcia Bernbaum بالبريد الإلكتروني mbern362@aol.com أو الفاكس 202 362-5771.

تحديث من أسبانيا
يدعم الفريق المعني بتعليم حقوق الإنسان التابع للفرع الأسباني نشاط المجموعات المحلية في هذا المجال. وقد أعددنا استراتيجيات لحملات مختلفة، وطوعناها بحيث تتفق مع نظام التعليم والبيئة، وقد أعددنا المواد المطلوبة، وعلاوة على ذلك الدعم اليومي، فنحن نشارك في الوقت الراهن في مشروعين كبيرين.

مشروع لتنظيم حلقة عمل للمعلمين
ظهر هذا المشروع إلى الوجود قبل ثلاث سنوات بنية تنشيط التعاون مع المنظمات الأخرى ونشر الوعي بقيم حقوق الإنسان بين المعلمين. والمنظمات المشاركة في هذا المشروع هي "اسبانيا كون أكنور" (المعنية باللاجئين)، و"اس.أو.اس. راسيسمو" (المعنية بمناهضة العنصرية)، و"إيكولوغيستاس ان أكسيون" (المعنية بالبيئة)، و"انترمون" (المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية) واليونيسيف (المعنية بحقوق الطفل). وقد نظمت حلقة عمل لمدة 30 ساعة للمعلمين، ونحن نعد كتالوجاً بالمواد التعليمية مع إرشادات حول استعمالها.

حملة "بطاقة بريدية واحدة، حياة واحدة"
تهدف هذه الحملة إلى إشعار العاملين في مجال التعليم بانتهاكات حقوق الإنسان، وتشجيعهم على تعزيز هذه الحقوق. وقد وثقنا سلسلة من الحالات، أغلب ضحاياها من الأطفال، وأعددنا مناشدات موجهة على بطاقات بريدية.

اتصلوا بنا
يمكن الحصول على مزيد من المعلومات والمواد من موقعنا على شبكة الإنترنيت أو عن طريق البريد. ونحن نود أن نتلقى منكم معلومات حول نشاط الفروع الأخرى وتعليقات على مشروعاتنا. ويمكننا تبادل المواد، حتى وإن لم نكن نتكلم نفس اللغة. ويمكننا على سبيل المثال أن نشرك بعض معلمي اللغات الأجنبية.

كارمن منغويث ماركيث

  Carmen Minguez Marquez
Equipo de Educacion en Derechos Humanos
Fernando VI, 8, 1 iz.
28004 Madrid - Espana
e-mail: educacion.ddhh@a-i.es
website: www.a-i.es/educa/eq_educa.htm

تحديث من إسرائيل
لدينا أنباء طيبة للغاية بشأن برنامج تعليم حقوق الإنسان في الفرع الإسرائيلي عقب اجتماع بين رئيس الفرع ومنسق تعليم حقوق الإنسان فيه مع ممثلي وزارة التربية والتعليم، تم الاتفاق على أن يصبح برنامج المنظمة جزءًا من المنهج الدراسي في المدارس الإسرائيلية. وسوف ينشر برنامجنا في كتالوج الوزارة وسوف ينوه عنه في خطاب موجه إلى معلمي المدارس. ونحن مازلنا مبهورين بهذه التطورات.

يائيل وييساز ريند
الفرع الإسرائيلي