الشاهد للدراسات السياسية والاستراتيجية        

   
     

نعوم شومسكي: لماذا يكرهون أميركا؟


المفكر الأميركي الشهير يقول ان الكثير من دول العالم تعتبر واشنطن نظاما ارهابيا بسبب دعمها للأنظمة الديكتاتورية.

ميدل ايست اونلاين
لندن - قال المفكر الأمريكي، نعوم شومسكي إن كثيرا من القضايا فتحت للنقاش، إثر أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، لم تكن من قبل على الأجندة، وهو ما اعتبره أمراً جيداً. وأضاف في مقال نشرته صحيفة الغارديان اللندنية إن الحادي عشر من أيلول/سبتمبر أحدثت هزة كبيرة في مستوى وعي الأمريكيين، ودفعتهم باتجاه الاقتراب أكثر من متابعة سياسات حكومة الولايات المتحدة في العالم، ورصد أثرها على أوضاعهم الداخلية.

وقال شومسكي إن سؤال "لماذا يكرهوننا؟ لم يطرحه الرئيس الحالي جورج بوش، بل طرحه منذ 44 سنة خلت، الرئيس الأمريكي ايزنهاور مع معاونيه، عندما تساءل عن سبب حملة كراهية الشعوب العربية للولايات المتحدة.

وقد وجد الرئيس آنذاك الإجابة من مجلسه للأمن القومي، الذي أخبره بأن معارضة الولايات المتحدة الأمريكية للتقدم الاقتصادي للدول العربية حماية للمصالح الاقتصادية عبر السيطرة على مناطق النفط هو السبب.

وقد أكد استطلاع أجري بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر أن نفس الأسباب هي التي تقف وراء الكراهية للولايات المتحدة.

وقال شومسكي: "اليوم فعلنا بأنفسنا جيدا عندما اخترنا أن نعتقد "أنهم يكرهوننا" و"يكرهون حرياتنا". لكن الأمر على العكس من ذلك تماما، إن هذه المواقف لأناس يحبون أمريكا، ويعجبون بأشياء كثيرة فيها، ومنها الحريات. إن ما يكرهه هؤلاء في أمريكا هي سياساتها الرسمية، التي تحرمهم من الحرية التي هم أيضا يتطلعون إليها.

وأضاف "لهذه الأسباب وجد كلام أسامة ابن لادن عن دعم الولايات المتحدة لأنظمة فاسدة واستبدادية، أو ما قال إنه غزو للمملكة العربية السعودية، صدى حتى عند الذين يكرهون ابن لادن أو يخافون منه".

وأضاف شومسكي بالقول "علينا أن نعي أن الكثير من الناس في العالم يعتبروننا نظاما إرهابيا. ففي السنوات الأخيرة قامت الولايات المتحدة الأمريكية أو دعمت عمليات عسكرية في كولومبيا، نيكاراغوا، السودان وتركيا.

وقال شومسكي " إن حملة الكراهية في العالم العربي ضد الولايات المتحدة الأمريكية زادت من تأجيجها سياسات أمريكا تجاه المسألة الفلسطينية - الإسرائيلية، والعراق. إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ 35 سنة.

وحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قال شومسكي إن الطريق الوحيد أمام الولايات المتحدة لتهدئة الصراع في المنطقة هو أن تتوقف عن رفضها للانضمام للإجماع الدولي المنادي بحق كل الدول في المنطقة بأن تعيش في أمن وسلام، بما فيها دولة فلسطينية على أرضها المحتلة، مع شيء من التعديل الطفيف في الحدود المشتركة.

لقد فهمنا حتى قبل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر أنه مع التكنولوجيا الحديثة، سيفقد الأغنياء والفقراء على حد السواء، التحكم واحتكار وسائل العنف، وأن الجميع يمكن أن يكونوا عرضة لاعتداءات على أرضهم

 

الصفحة الرئيسية