محمّد حسنين هيكل
أزمَة العَرَب ومُستقبلهم
دار الشريف
الطبعة
الأولى
1416 هـ ـ
1995 م
الطبعة
الثانية
1422 هـ ـ
2002 م
جميع حقوق
الطبع محفوظة
دار الشروق
أسسها محمد
المعلم عام 1968
القاهرة: 8
شارع سيبويه المصري ـ رابعة العدوية ـ مدينة نصر
ص. ب : 33
البانوراما ـ تليفون: 4023399 ـ فاكس: 4037567 (02)
بيروت: ص .
ب: 8064 ـ هاتف: 315859 ـ 817213
فاكس:
817765 (01)
هذه "محاضرة" قلتها في باريس يوم
الخميس 7 ديسمبر 1995، أمام جمهور كبير تجمع في قاعة المؤتمرات في متحف "جيميه"
بحى "إيينا" في العاصمة الفرنسية. وقد ضم اللقاء صفوة من المهتمين بالشأن
العربي العام جاءوا ـ كراما متفضلين ـ من أطراف فرنسا ومن عواصم أوروبية
متعددة.
وموضوع المحاضرة كما يرى قارئ
هذه الصفحات بحر واسع مفتوح للعوم ومفتوح للغرق أيضاً . والحقيقة أن اختياره
جاء مغامرة غير محسوبة. فحين زارني الصديق الدكتور "عبد الحميد الأحدب" يؤكد لي
الدعوة كي أتكلم في باريس، ويطلب عنوان ما أنوي أن أتحدث فيه، كان طلبه أن
أعطيه إشارة تُطبع على بطاقات الدعوة لحضور اللقاء . وكان الوقت مبكرا ...
شهورا قبل الموعد المحدد.
ولم تكن هناك فرصة لإطالة
التفكير. وآثرت أن أختار عنوانا فضفاضا رحبا يسمح لي أن أقول أي شيء عندما يحل
الاستحقاق ويجيء اليوم المحدد.
وعندما وصلت إلى يدي بطاقة
الدعوة، وفيها ذلك العنوان الذي اخترته على عجل، وجدت نفسي أمام مأزق حقيقي.
فكلمات العنوان نهائية أمسكت بها الحروف، وموضوعه ـ كما قلت ـ بحر هائج متلاطم
الأمواج.
وحاولت جهدي بين البحر والأفق،
وكلاهما بعرض السماء، وطالت المسافة عما قدرت، وعما تسمح به الظروف عادة في
محاضرة. ووقفت حائراً أمام معضلة خلقتها لنفسي بنفسي. ولم أجد حلا في النهاية
إلاّ أن أقوم بعرض للموضوع أمام السامعين في باريس، ثم أترك نصه الكامل لصفحات
كتيب يحمله غلافه إلى القارئين ممن يهمهم موضوعه إذا تكرم أحد منهم وشاء. وذلك
ما فعلته آملا أن تكون حوارات باريس داعية إلى حوارات متصلة به هنا في القاهرة
وفي غيرها من عواصم الأمة العربية في ظروف لم يعد فيها أمامنا غير أن نحاور
أنفسنا ونحاور الظروف، ونجرب إذا استطعنا أن نقنع غيرنا بقبول فكرة وضرورة
الحوار. ولعل وعسى!
محمد حسنين
هيكل
|