الشاهد للدراسات السياسية والاستراتيجية        

   
     

الفاشية: نظام من الماضي أم أيدلوجية قابلة للتجدد؟

03/02/2001

رانيا نبيل-هبة رءوف عزت

اصطلاح الفاشية "fascism" مشتق من الكلمة الإيطالية fasces ، وهي تعني حزمة من الصولجانات كانت تُحمَل أمام الحكام في روما القديمة دليلاً على سلطاتهم. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر بدأت كلمة فاشيا "fascia" تستخدم في إيطاليا لتشير إلى جماعة أو رابطة سياسية عادة ما تتكون من اشتراكيين ثوريين.وكان توظيف موسوليني لوصف الجماعة البرلمانية المسلحة التي شكّلها في أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها أول موسوليني في زيه الفاشي مؤشرا على أن اصطلاح "fascisma" قد حظي بمعان أيديولوجية واضحة، وعلى الرغم من ذلك فعادة ما يفتقر توظيف اصطلاحي "الفاشية" "fascism" و"الفاشي" "fascist" إلى الدقة، فكثيرًا ما تستخدم كاصطلاحات تهدف إلى الإساءة السياسية للخصوم السياسيين والاتهام لهم بالدكتاتورية ومعاداة الديمقراطية.

وعلى سبيل المثال أصبح "الفاشي" و"الديكتاتور" لفظين يطلقان بشكل متبادل على كل مَن يتبنى أو يعبر عن آراء منافية أو مخالفة للمنظومة القيمية للأيدلوجية الليبرالية أو مؤسساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والحق أنه لا يجب مساواة الفاشية بأساليب القمع الخالص؛ فقد ساهم نطاق معين من النظريات والقيم في رواج الفكر الفاشي، كما أن الأنظمة الفاشية التي ظهرت في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين قدمت صيغًا من الحكم والإدارة السياسية التعاضدية التي يجب دراستها بمعزل عن الطبيعة السلطوية للأنظمة الفاشية؛ نظرًا لأهميتها التعاضدية في نظريات الإدارة السياسية.

وليدة القرن العشرين

ويُلاحظ أنه في حين تعد الليبرالية والاتجاه المحافظ والاشتراكية أيديولوجيات تنتمي إلى القرن التاسع عشر؛ فإن الفاشية وليدة القرن العشرين، خاصة الفترة ما بين الحربين العالميتين على وجه الخصوص.

وقد ظهرت الفاشية في نظر البعض كثورة ضد الحداثة وأفكار وقيم التنوير والاعتقادات السياسية التي أنتجتها، فعلى سبيل المثال زعمت النازية في ألمانيا أن " نتائج الثورة الفرنسية 1789 قد سقطت"، وفي إيطاليا حلت شعارات "آمن -أطع -حارب"، وكذلك "النظام -السلطة -العدالة" محل مبادئ الثورة الفرنسية الأكثر شيوعًا "الحرية -المساواة -الأخوة". ولم تكن الفاشية مجرد مفاجأة غير متوقعة، وغير مرجوة لمسيرة التنوير فحسب مثلما وصفها البعض؛ بل عملت على تغيير العالم السياسي، وعمدت إلى اقتلاع الفكر السياسي الحداثي من جذوره.

وبرغم امتداد الأصول البارزة لأفكار ومناهج الفاشية إلى بعض أفكار القرن التاسع عشر فقد تشكلت وتفاعلت مع بعضها في أثناء الحرب العالمية الأولى وفي أعقابها في مزيج قوي من الحرب والثورة. وقد تجسدت الفاشية في إيطاليا وألمانيا؛ ففي إيطاليا تم تشكيل الحزب الفاشي عام 1919 بزعامة بنيتو موسوليني الذي عين رئيسًا للوزراء عام 1922، وبحلول عام 1926 قامت أول دولة ذات حزب فاشي واحد، وكذلك تشكل حزب العمال الألماني الوطني الاشتراكي الذي عُرِفَ بالنازية عام 1919 بزعامة أدولف هتلر، وتبنت النازية عن وعي فاشية موسوليني، وانتخب هتلر لمنصب المستشار الألماني عام 1933 وفي أقل من عام حول هتلر ألمانيا إلى ديكتاتورية نازية بزعامته كقائد، وفي هذه الأثناء سقطت الديمقراطية أو أُسقِطَت في كثير من أنحاء أوروبا، في الأغلب على يد اليمين أو الفاشية أو الأنظمة الفاشية الصريحة.

ظاهرة ما بين الحربين

كانت الفاشية نتاج مجموعة مركبة من المؤثرات التاريخية ظهرت في الفترة ما بين الحربين العالميتين، ففي المقام الأول: كان الحكم الديمقراطي حديث التطبيق في أجزاء عديدة من أوروبا، ولم تكن القيم السياسية الديمقراطية قد حلَّت محل القيم السياسية الاستبدادية القديمة؛ وفي مثل هذه الظروف نالت الرُّوح الحماسية للزعامة القوية الكاريزمية قَبولاً قويًّا.

وثانيًا: اضطرب المجتمع الأوروبي من جراء التجربة الصناعية التي هددت على وجه الخصوص الطبقة المتوسطة الدنيا التي تضم أصحاب المتاجر والمزارعين والحرفيين، الذين طحنتهم القوة المتنامية للأعمال الضخمة من جهة، والنفوذ المتزايد للعمالة الموجهة من جهة أخرى. وقد استمدت الحركات الفاشية القَدْر الأكبر من الدعم، وكذلك العضوية، من هذه العناصر المحبَطة والمضارَة، المنتمية إلى الطبقة المتوسطة الدنيا. ومن ثم كانت الفاشية في وجه من وجوهها "ثورة قامت بها الطبقة المتوسطة الدنيا" مما يفسر عداوة الفاشية لكل من الرأسمالية والشيوعية.

ثالثًا: تأثرت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى تأثرا شديدا بالثورة الروسية، وبالخوف الذي غمر الطبقات ذوات الممتلكات من أن تنتشر الثورة الاجتماعية في أوروبا كلها. وقد حصلت الجماعات الفاشية على الدعم المالي والسياسي دون شك من البرجوازية، وكانت نتيجة ذلك أن نظر المؤرخون الماركسيون للفاشية بوصفها شكلا من أشكال الثورة المضادة في محاولة من الطبقة البورجوازية للحفاظ على السلطة وذلك بدعم الديكتاتوريين الفاشيين.

رابعًا: وجهت أزمة الاقتصاد في العالم في ثلاثينيات القرن العشرين ضربة قاضية للأنظمة الديمقراطية الهزيلة، وقد أدى تزايد البطالة والانهيار الاقتصادي إلى خلق أجواء من الأزمات والتشاؤم كانت تربة خصبة لاستغلال المتطرفين السياسيين والجماهير.

وأخيرًا: أخفقت الحرب العالمية الأولى في حل الصراعات والعداءات الدولية؛ مما خلف موروثا قاسيًّا من قومية محبطة، ونعرات عصبية، ورغبة عارمة في الانتقام من القوميات الأخرى. واشتد توتر القوميين في الأمم المعدَمة التي هزمت في الحرب مثل ألمانيا التي أصيبت بخيبة أمل بسبب شروط تسوية فرساي السلمية المجحفة.

ولما سبق من عوامل لم يكن سقوط الأنظمة الفاشية على يد ثورات أو حركات معارضة شعبية؛ بل جاء بسبب الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، فمنذ عام 1945 لم تحقق الحركات الفاشية إلا نجاحا هامشيًّا؛ مما شجع البعض على الاعتقاد بأن الفاشية ظاهرة لفترة ما بين الحربين، وهي مرتبطة بالحشد الفريد للظروف التاريخية التي ميزت تلك الحقبة.

جوهر الفاشية

لقد بلغت الفاشية بصفتها ظاهرة تاريخية من التعقيد والتركيب ما تعذر معه تحديد جوهر مبادئها أو" الحد الأدنى الفاشي". فأين تبدأ الفاشية؟ وأين تنتهي؟ وما هي الحركات والأنظمة التي يمكن أن تصنف بأنها فاشية خالصة؟ ويمكن تحديد ملامح وخصائص عامة للفكر الفاشي:

1-مناهضة المذهب العقلاني:

يرتبط غياب الثقة في المنطق والفكر عند الفاشية بإيمان بالمذهب الحيوي، ويرى المذهب الحيوي أن الكائنات الحية تستمد خصائصها من "قوة حياتية" عالمية، وكان لمثل هذه الأفكار تأثير خاص على ألمانيا النازية كما ساعدت على قيام ثقافة القوة الجسدية، والبراعة الفائقة؛ فكان شعار النازية "الدماء والتربة" Blut und Boden تجليًّا لذلك.

كذلك كان لأفكار العالِم البيولوجي البريطاني "تشارلز داروين" في القرن التاسع عميق الأثر لا على العلوم الطبيعية فحسب بل على الفكر الاجتماعي والسياسي كذلك في أواخر القرن التاسع عشر، وأمد الفكر الدارويني الفاشية بمجموعة متميزة من القيم السياسية تساوي بين "الخير" و"القوة"، وبين "الشر" و"الضعف"، ثم نمت صورة الفصائل المتطورة بـ"الاختيار الطبيعي" على يد الفيلسوف الليبرالي وعالم الاجتماع "هيربرت سبنسر" لتصل إلى فكرة "البقاء للأصلح"، وهو الاعتقاد في أن المنافسة بين الأفراد سوف تكافئ الجادين والموهوبين وتعاقب الكسلة وغير الأكفاء.

وأخيرًا أضفى مفهوم الفاشية عن الحياة بأنها "صراع أبدي"- أضفى عليها طابعًا مضطربًا وتوسعيًّا. وأنه لا يمكن زرع الصفات القوية - القومية إلاَّ بالصراع، ولا يمكن إظهارها إلا بالنصر والفتح.

2-القومية العسكرية:

شهدت القوى الفاشية نموًّا للقومية كشعور وهوية، ولا تدعو القومية الفاشية إلى احترام الثقافات المختلفة أو التقاليد القومية؛ بل تؤكد تفوق أمة أو عنصر على جميع الأمم الأخرى، وجاء هذا التعبير صريحًا وجريئًا في الإيمان بتفوق الجنس الآري الألماني، والاعتقاد بأن الألمان هم "عنصر الأسياد".

وتسعى الفاشية إلى دعم ما هو أكثر من الوطنية وحب الوطن، فهي ترمي إلى خلق شعور كثيف وعسكري بالهوية القومية، وهو ما عُرِف بـ "القومية المتكاملة"، وتجسد الفاشية شكلاً من أشكال الرأسمالية المتعصبة والأمل في انبعاث القومية وميلاد الكبرياء القومي من جديد.

3-الفاشية والدولة:

كان نظام الفاشية هو النموذج الديكتاتوري المتمثل في خضوع الفرد التام للدولة، وجذبت الدولة الفاشيين بشدة حيث إنهم رأوا فيها أداة للتحديث، ولم تسمح الفاشية بوجود مجتمع مدني ولا ديني قوي ورأت في ذلك تهديدًا لقوة الدولة، وسحقت المعارضة سحقًا، وعرف نظامها الداخلي قبضة بوليسية حديدية.

هل تشهد رواجاً في القرن 21؟

يلفت النظر أن بعض المراجع الحديثة باللغة الإنجليزية بعنوان الأيدلوجية لا تدرج الفاشية ضمن الأيدلوجيات وكأنها شيء من الماضي، ويرى باحث متميز مثل "مايكل فريدان" أن النسوية والبيئية أولى بالدراسة تحت عنوان الأيدلوجية، وهو اختيار جدير بالتأمل ويتوازى مع الانطلاق من الليبرالية كأيدلوجية منتصرة ومحورية؛ فيخلط بذلك بين الواقع والأمنيات، ويكرس فكرة "نهاية التاريخ"، أو انتصار الليبرالية على المستوى المعرفي.

ويرى بعض الباحثين أن الفاشية في مفهومها الصريح لم تجد رواجاً في النصف الثاني من القرن العشرين، ومن ثم تصبح فرصة استمرارها في القرن الحادي والعشرين أقل، ولكن تطورات جديدة على الساحة السياسية في أوروبا جذبت انتباه بل ودهشة الباحثين:

· فالجبهة القومية بزعامة جون ماري لوبان شهدت صعوداً ودعماً انتخابياً متزايداً في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين لبرنامجها الذي يقوم على مقاومة قدوم الهجرات من دول الفرانكوفونية.

·  كما جذبت الجماعات المناهضة للأجانب والقوميين الراديكاليين كحزب Republikaner دعماً متزايداً بعد الوحدة الألمانية عام 1990؛ ونتيجة لتدفق المهاجرين من الشرق الشيوعي سابقا.

·  في المملكة المتحدة أحيا الحزب البريطاني القومي BNP الدعوة العنصرية بمعارضة السماح باستقبال المهاجرين من آسيا للعمل في بريطانيا، أو للجوء السياسي في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين.

·  بسقوط الحكم الشيوعي في روسيا هبت جماعات تنادي بمعاداة السامية وتدعو للقومية الروسية، وقد تبنى هذا الموقف الأيديولوجي الحزب الليبرالي الديمقراطي بزعامة فلاديمير زيرينوفيسكي.

الكاريزما في مواجهة الأزمة

وينظر البعض إلى الفاشية على أنها خطر دائم ومستمر تدب جذوره في النفسية البشرية، أو كما سماه البروفيسير "إريك فروم" "الخوف من الحرية". فقد أتاحت الحضارة الحديثة قدرًا أكبر من الحرية، ولكن يلازمها خطر العزلة وغياب الأمن. وفي مثل هذه الأزمات العصيبة قد يهرب الأفراد من الحرية سعيًّا وراء الأمن الذي يجدونه في الخضوع لزعيم له السلطة المطلقة أو لدولة ديكتاتورية، ومن ثم قد ينجم عن الأزمة الاقتصادية أو عدم الاستقرار السياسي والصراعات بين القوميين في الماضي تربة خصبة للحركات الفاشية، ومن الخطر إغفال إمكانية انبعاث الفاشية من جديد في المستقبل.

الحداثة والإبادة

ويربط مفكر آخر مثل "زيجموند باومان" بين الإبادة العنصرية التي هي من ملامح الفاشية وبين الحداثة، فهو لا يرى أن الإبادة مناقضة للحداثة بل هي نتاج لها، فالحداثة بما تكرسه من فردية تخلق مساحة اجتماعية بين الأفراد وتحول المجتمع من مجتمع عضوي إلى تجمع من أفراد يقوم على المصلحة المشتركة، وبذلك تمهد الحداثة لطاعة الدولة وللمسافة النفسية بين الإنسان وأخيه الإنسان؛ مما يعد الشرط السوسيولوجي للإبادة- ومثالها الإبادة النازية لليهود في نظره، وهو اقتراب نظري مختلف من الإبادة والفاشية، باعتبارها الوجه الآخر القبيح للاستنارة، ونتيجة وثمنًا مفزعًا وواقعًا لها، وهو اقتراب يستحق النظر خاصة مع تكرار الإبادة في ظل نسق قيم قومي عرقي عنصري في البوسنة وكوسوفا.

وفي بعض الأوجه تظل الظروف التاريخية في أواخر القرن العشرين موحية مثلها مثل دروس فترة ما بين الحربين، وبالتحديد درس أن الفاشية تنشأ من الأزمات والتشكك والاضطراب.

أدت العولمة في أشكالها الاقتصادية والسياسية والثقافية إلى تراجع السيادة المطلقة للدولة القومية ونمو أشكال منفصلة من القومية، تقوم على أسس عرقية أو عنصرية مثلت -كما في الماضي- تربة خصبة لنمو الفاشية.

الفاشية الجديدة..اللعبة القديمة

 لكن ما هو نوع الفاشية الذي تعتنقه هذه الأحزاب الفاشية الجديدة؟

الأمر الرئيسي الذي تدعي جماعات مثل الجبهة القومية والحزب البريطاني القومي والأحزاب اليمينية في إيطاليا والحزب الليبرالي الديمقراطي في روسيا أنها تختلف فيه عن الفاشية التقليدية هو قبولها التعددية السياسية والديمقراطية الانتخابية . فهل يعني ذلك أن "الفاشية الديمقراطية" ستكون بدون زعامة كاريزمية أو ديكتاتورية عنصرية صريحة؟

بشكل أو آخر، نجد أن هذا الشكل من الفاشية مؤهل للانتعاش في القرن الحادي والعشرين، فهو يبدو في الظاهر وكأنه دفن ماضيه ولم تعد تلطخه بربرية هتلر وموسوليني من ناحية، بدليل توصله إلى تسوية مع الديمقراطية الليبرالية، وكذلك هي مرشحة لجذب الأنصار؛ لأنها تمتلك القدرة على تقديم سياسة الوحدة العضوية والترابط الاجتماعي في زمن يهيمن فيه الاضطراب السياسي والاقتصادي من ناحية ثانية.

ويتحتم عند تقييم مستقبل الفاشية الجديدة Neofascism اختبار كلا الاحتمالين. فالاحتمال الأول يتمثل في التساؤل عما إذا كانت الفاشية ستظل ملتزمة بمبادئ الفاشية الموجودة بالفعل، بينما تتجه نحو التسوية مع الليبرالية في الوقت نفسه، فالتأكيد على الوحدة العضوية للمجتمع القومي يعطي الفاشية تركيزًا مناهضًا لليبرالية يضعها في موضع معارض مع أفكار، مثل: التعددية والتسامح والفردانية والسلمية.

ويتيح هذا الاحتمال أن يجبر الصراع على الصلاحية الانتخابية تدريجيا الأحزاب الفاشية "الديمقراطية" أن تتخلى عن قيمها ومعتقداتها التقليدية، وذلك بشكل يقترب من الاشتراكية الديمقراطية، ومن ثم ستتفوق المقومات الديمقراطية على الجذور الفاشية لتلك الحركات.

أما الاحتمال الثاني فيتمثل في أن التسوية الفاشية مع الديمقراطية الليبرالية تكتيكية بالضرورة، ويعني ذلك استمرار الروح الأصلية للفاشية، لكن الفاشية الجديدة تغطيها بغطاء دعائي ذكي وخطاب معاصر مراوغ فحسب بهدف كسب الاحترام والنفوذ. وتلك هي الإستراتيجية القديمة للفاشية، فقد استمر هتلر والنازيون مثلا في دعمهم الديمقراطية البرلمانية إلى أن استطاعوا الحصول على القوة عام 1933، ولن يتضح ما إذا كانت حركات وأحزاب الفاشية الجديدة تستخدم الديمقراطية بوصفها أداة تكتيكية فحسب أم لا إلا إذا بلغوا هذا المبلغ من القوة عبر الآليات الديمقراطية.

 

الصفحة الرئيسية