الشاهد للدراسات السياسية والاستراتيجية        

   
     

    

العراق: متى يبدأ العدوان؟ وماذا يمكننا أن نفعل بشأنه؟ نقاط برنامجية

خلفية:


هذه ربما ما هي إلا علامة مميزة أخرى للغطرسة المتصلبة للسياسة الخارجية الأمريكية. عادة ما يبدأ السيناريو على النحو التالي: تعتدي الطائرات الحربية الأمريكية على الغلاف الجويّ لدولة ما، فإذا ما أُطلقت النار على تلك الطائرات الحربية المعتدية من قِبل الدفاع الجوي لذلك البلد، ترد أمريكا على ذلك بتوجيه الضربات "القِصاصية" وفقا ل"قواعد الاشتباك" التي تتبعها القوات المسلحة الأمريكية. ومن ثم يتم تبرير المسألة بالكامل من قِبل الإعلام الأمريكيّ على أنها قضية تتمحور حول "حماية الطياريين الأمريكيين". أما المسألة الجوهرية الأهم، التي تتعلق بما إذا كان لدى الطّائرات الحربيّة الأمريكيّة تلك الحق القانوني أو الأخلاقي بالتعدي على حدود دولة أخرى، فيتم تهميشها وتقليص أهميتها، وبذلك، يتم تصوير الضحايا والدمار الذي يسببه أي قصف محتمل من تلك الطائرات داخل حدود الدولة الأخرى على أنه مجرّد حالة من حالات "الضرر الثانوي أو غير المقصود". 

أما مجلس الأمن، فيراقب ما تفعله أمريكا بجبنه المعتاد دونما عمل شيء، بينما زعماء الدول الأخرى يرتجفون خوفا من أن تكون بلادهم هي الهدف التالي في دائرة الاستهداف الأمريكية. وتستمر ممارسة القوة الإمبريالية دونما خجل، بينما ينحسر ببطء ستار "الشّرعيّة الدّوليّة" الكاذب. أمريكا : الدولة الأولى ! معقل الديمقراطيّة ! أرض الفرص ! موطن الأحرار ! لم لا ؟! فبعد كلّ شيء, من يستطيع أن يجادل تلك الخربشات المكتوبة على صواريخ جوّ – أرض الأمريكيّة ؟! 

وسواء رغب صانعوا السياسة الأمريكية أم لم يرغبوا، فتلك هي نظرة العديد من شعوب العالم، وبخاصة، ولكن ليس فقط، الرّأي العامّ العربيّ, حول ما يسمّى بمناطق الحظر الجويّ المزعومة، والمفروضة من جانب واحد على المناطق الجنوبية والشمالية من العراق من قِبل الحكومتين الأمريكية والبريطانية. 

وبعد اثني عشر عاما من الانسحاب العراقيّ من الكويت, فإنّ العقوبات على العراق, شأنها شأن مناطق الحظر الجوي, قد فقدت القليل المتبقّي لها من جيوب الدّعم في أنحاء العالم, باستثناء شرائح من الرّأي العامّ في العالم الأنجلوساكسونيّ, مثل أمريكا, وبريطانيا, أو أستراليا ... حتّى الأنظمة العربيّة التي طالما كانت ادواتاً تقليديّة في يد السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة لا تتّفق الآن مع الإدارة الأمريكيّة حول سياستها في العراق. 

ومع هذا، وبالتحديد في ظل هذه البيئة غير المتعاطفة مع الإدارة الأمريكية، يدفع الصّقور في الإدارة الحاليّة لجورج بوش الابن باتجاه ضربة عسكريّة ضخمة ضدّ العراق. وبالتّحديد أكثر، في ظل هذه البيئة الدولية والعربيّة غير الملائمة، يقوم الرّئيس بوش بالإفصاح علانية عن عزمه القيام بهجوم عامّ ضد العراق, دون أي تفويض رسميّ من مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة, بهدف فرض "تغيير النظام" في العراق كما يقول. 

وإن كان ثمة أحد قد غابت عنه الدروس المستوحاة من مناطق الحظر الجوي فوق العراق، فإنّ الغطرسة المتصلبة للسياسة الخارجية الأمريكية قد قررت الانتقال اليوم إلى مقدمة مسرح العلاقات الدولية. 

الدرس الجديد لم يفُت على الحلفاء الأمريكيين أيضا: "سنغيّر الأنظمة التي لا تستهوينا بالقوة المباشرة إذا استدعى الأمر، ولن نعير بالا حتى لمصلحة حلفائنا. نريد نظام دولي عالمي، مُفصّل تماما حسب أصغر نزواتنا وأهوائنا. نحن لم نعد حتى نريد حلفاء لنا، بل نريد جميع زعماء الدول أن يكونوا نسخا طبق الأصل لحامد قرضاي، وبالتأكيد لدينا التكنولوجيا اللازمة لتحقيق ذلك: أحدث أساليب التدخّل العسكري المباشر حول العالم . فليحاول أي شخص يجرؤ على الوقوف في طريقنا أن يمنعنا، صديقا كان أم عدوّا". 

كأنها تقتبس فصلا من سياسة آرييل شارون في الضفة الغربية وقطاع غزة، هذا جوهر ما تقوله إدارة بوش الآن. 

وحقيقة أنّ إدارة بوش تتعمد تمامًا تجاهل إمكانيّة حدوث ردة فعل عنيفة معادية لأمريكا، من المنطقي أن يولّدها سلوك من هذا النوع، ليس إلا مثال آخر على الغطرسة المتصلبة للسّياسة الخارجيّة الأمريكيّة. 

أما تجاهل آراء الحلفاء، فمعناه، ويترجم بشكل صحيح على بأنه بحد ذاته تعبير آخر مخيف عن الجبروت الأمريكي. 

وهكذا بدأ حلفاء أمريكا العرب يرتعدون خوفاً. لم يعد مسموح لهم فعل معظم ما ترغب به أمريكا، بل أصبح عليهم أن يفعلوا كلّ ما ترغب به أمريكا. فإذا كانوا من قبل مضطرين أحيانا للأخذ بالحسبان ضغوطات الرأي العامّ الداخليّ للمحافظة على جزء من مصداقيتهم لدى شعبهم, فإنهم لم يعد يُسمح لهم فعل ذلك الآن. لذا، فوجودهم نفسه أصبح مهدداً. 

واليوم العراق، وغدًا السّعوديّة, أو مصر, أو الأردنّ, الخ … 

ولكن، ما الذي أحدث هذه اللّهفة الأمريكيّة الجديدة لإلقاء غطاء "الشرعيّة الدوليّة" ودعم الحلفاء بعيدًا عن أهداف السياسة الخارجيّة الأمريكيّة ؟ 

ليس سّرا أنّ هجمات الحادي عشر من سبتمبر قوّت قبضة الصقور في الإدارة الأمريكي أمثال ولفويتز ورمسفيلد وتشيني الذين يمثّلون مصالح اقتصاديّة وسياسيّة دأبت على الدعوة لسياسة خارجية أمريكية أكثر عدوانيّة. وبعد الغزو الناجح لأفغانستان وتعيين حكومة صورية هناك, بدأ الإعلام الأمريكيّ فجأةً بنشر مقالات واستطلاعات للرأي حول ما إذا وجب على الولايات المتّحدة أن تعمل بشكل مستقلّ في العراق. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ الهجمة على أفغانستان تمت دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولكنّ العراق، على خلاف أفغانستان، ليس متهماً بأنّ له علاقة بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر. 

بالتّأكيد, كان لبول وولفويتز, وكيل وزارة الدّفاع, والصهيونيّ المخلص, دورا كبيرا في التغيّر الذي طرأ على ممارسات سياسة الولايات المتّحدة الخارجيّة. ولكن، ليس من الدقة في شيء أن نعزو هذا التطور بالذات، أو السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام، فقط للنفوذ الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية الحالية أو أي من الإدارات الماضية. إنّ المصالح الاستعمارية طويلة الأمد للولايات المتحدة في الوطن العربي طالما شملت الوصول إلى النفط والعائدات النفطية والأسواق الاستهلاكية والسيطرة الجيو-سياسية على المنطقة، ومنع نشوء وحدة عربية قد تصبح منافساً محتملا وخطيرا لها على الطرق البحرية والجوية والبرية المؤدية إلى شبة المستعمرات في إفريقيا وآسيا. ومن هنا، يأتي إنشاء دولة "إسرائيل" لتلبية هذه المصالح الاستعمارية، بالقدر الذي تبدو فيه الولايات المتحدة وكأنها تلبي، ولو في الظاهر، جميع نزوات "إسرائيل". من هنا، فإنّ سياسات الولايات المتحدة في الوطن العربي لا يمكن رؤيتها إلا من زاوية سياساتها الرامية لفرض سيطرتها على العالم بأسره. 

[لتحليل مفصّل حول تحوّل الحركة الصهيونية من ذراع للإمبريالية، إلى شريك كامل في إدارة النظام العالمي الجديد، دون أن يعني ذلك أن تكون المدير الوحيد لهذا النظام .

لكننا هنا لسنا بصدد تحليل طبيعة العلاقة التي تربط الولايات المتحدة ب"إسرائيل"، فهذا موضوع آخر. النقطة الأساسية هنا هي أنّ الوسائل الجديدة والأكثر عدوانية في ممارسات السياسة الخارجية الأمريكية، ما هي إلا مؤشرات على الاختلال المتصاعد في ميزان القوى العالمي لمصلحة النخب الحاكمة في الولايات المتحدة. بالتأكيد، فإنّ هذا الاختلال يتفاقم بسبب النفوذ الصهيونيّ والأهداف الصهيونية وأدوات السياسة الصهيونية. لكنّ هذا يبقى العامل الثانوي، وليس الأساسي. ولذلك، يجب على شعوب العالم الثالث، ومن بينهم الشعب العربي والإسلامي، ألا يضللوا أنفسهم بالاعتقاد أنّ الحكومة الأمريكية كان يمكن لها أن تكون صديقة لهم لولا نفوذ الحركة الصهيونية التي تمنع نشوء مثل تلك الصداقة. 

إنّ الحركة الصهيونية ناجحة لأنّ أهدافها الاستراتيجية تتقاطع مع الأهداف الإمبريالية، وليس بسبب العلاقات العامة الذكية التي تقوم بها هذه الحركة، كما يعتقد بعض المسؤولين في المنظمات العربية-الأمريكية والإسلامية-الأمريكية الناشطة في واشنطن دي سي. 

إنّ حكومة الولايات المتحدة تمثّل مصالحاً استراتيجية، هي في جوهرها معادية للشعوب العربية والإسلامية، ولا يمكن لأي قدر من العلاقات العامة أن يجسر هذه الفجوة. [أما مناشدة الشّعب الأمريكيّ, كجزء من استراتيجيّة تحرير كامل, فهذا بالطّبع شيء مختلف تمامًا]. 

أيا كان الأمر، فإنّ هذا الاختلال في ميزان العلاقات الدولية بالذات، لمصلحة حكومة الولايات المتحدة، هو ما سمح بأن يكون للتناقضات الداخلية، والميول السياسية الناشئة داخل الولايات المتحدة، تداعيات في جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، إذا ما أصبح للصقور داخل الإدارة الأمريكية نفوذا أكبر، فهذا يعني أنّ العالم بأسره سوف يعاني من ذلك. أيضا، إذا قرر مجلس الاحتياطي الفدرالي "Federal Reserve" (أي البنك المركزي الأمريكي) تغيير أسعار الفائدة، ولو بمقدار عُشر في المائة، فإنّ ذلك سيؤثر على الاقتصاد العالمي. وبالمثل، فإنّ انعكاسات السياسات الداخلية "الإسرائيلية" على الوضع السياسي في الوطن العربي، ما هو إلا انعكاس للاختلال الشديد في ميزان القوى في البنية السياسية الإقليمية، لمصلحة "إسرائيل"، وهذا اختلال يليق بطبيعة العلاقة الاستعمارية مع هذا الكيان. 

لذا، فإنه لتحديد ميعاد الضربة الأمريكية على العراق، يجب على المرء أن يراقب عن قرب عاملين حاسمين، هما: 

1.  ما إذا نجح صقور الإدارة الأمريكية في كسب تأييد شعبي كاف من الرأي العام الأمريكي بخصوص ضرب العراق، دون دعم من مجلس الأمن أو من حلفاء أمريكا. إنّ استطلاعات الرّأي قد لا تعكس بدقّة رغبات الشّعب الأمريكيّ, كما يحبّ أن يقول الكثير من نقّاد الإعلام. ولكن في الوقت الذي نرى فيه استطلاعات للرأي، حقيقية كانت أم مصطنعة، تُشير إلى أنّ غالبية كبيرة جداً من الأمريكيين يؤيدون ضربة أحادية الجانب للعراق، فإنه يمكننا عندئذ أن نتنبّأ بأنّ الضربة الأمريكية على العراق أصبحت وشيكة. لاحظ في هذا السياق أنّ 52% من البريطانيين الذين شملهم استطلاع للرأي جرى حديثا حول هذا الموضوع أجابوا بالرفض، فيما أجاب نحو 57% من الأمريكيين بأنهم يؤيدون ضرب العراق، على حد زعم الاستطلاع. ولكن على الرغم من أنّ هذه أخبار جيدة فيما يتعلق بالبريطانيين، إلا أننا يجب أن نتذكر بأنّ التناقضات السياسية الداخلية في أمريكا، وليس في بريطانيا، هي التي لها الوزن الأكبر في النظام العالمي الجديد.

2.  ما إذا أبدت القوى العالمية والإقليمية المقابلة للقوة الأمريكية مقاومة صلبة للأساليب الأمريكية أم لا. فعلى سبيل المثال، إذا أبدت كل من روسيا والصين ودول غرب أوروبا اعتراضا ضعيفا على العدوان على العراق، فهذا سيكون بمثابة تشجيع على العدوان. وإذا اكتفت الدول العربية والإسلامية بالاستنكار والشجب، أو البقاء صامتة في وجه عدوان قد يصيب بعضها في المرة القادمة، فإنّ هذا لن يشكل أي رادع للحكومة الأمريكية. بالمقابل، إذا تعاملت هذه القوى الدولية والإقليمية مع العدوان الأمريكي على العراق على حقيقته، أي كمحاولة لخلق بيئة أكثر طواعية للسيطرة الأمريكية على حسابهم هم، وقامت بالتالي بالتهديد بفرض عقوبات جماعية على حكومة الولايات المتحدة، دبلوماسيا واقتصاديا، لتماديها وإصرارها على الاعتداء على العراق، فإن ذلك سيكون قصة مختلفة تماما. هذه الإرادة الجماعية لن تساعد على ردع الولايات المتحدة فحسب، بل ستقوّي بعض العناصر من الرأي العام الأمريكي والإدارة الأمريكية التي لا تؤيد ضرب العراق أو التي لا تريد مهاجمة العراق على هذا النحو.

ماذا الذي يمكن فعله لمنع أو إحباط الهجمة على العراق؟


الكثير من المراقبين في الوطن العربي يدركونّ بأنّ الدعوات الأمريكية ل"تغيير النظام" في العراق، ما هي إلا الطرف الظاهر فقط من الجبل الجليدي، وما خفي أعظم. إنّ الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة تتضمن تجزئة العراق إلى ثلاثة أجزاء على الأقل، وعلى الأرجح إلى عدد كبير من المحميات التي تفتقر إلى أي قدر من السيادة الحقيقية. للمزيد حول هذا الموضوع، الرجاء الرجوع إلى مرجع التقرير المنشور في الهيرالد تريبيون الدّوليّة في 16 مايو, 2002, حول تجزئة العراق إلى ثلاثة أجزاء، تحت ستار العراق الفدراليّ.

إذا نجحت هذه الخطة، فإنّ المصير نفسه ينتظر باقي البلدان المجاورة للعراق – مصر، السعودية، سوريا – التي سيتم إضعافها بشدة معنويا وفعلياً، بانتصار أمريكي على العراق. الحروب الأهلية والفوضى الداخلية ستكون نتائج طبيعية في مثل هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، إذا ما تحقق هذا النصر، فإنه سيشكّل ضربة قاسية للنضال الفلسطيني، إذ إنّ ميزان القوى الإقليمي سيميل بدرجة أكبر لمصلحة "إسرائيل". باختصار، الخطر هنا لا يكمن فقط بالسيطرة الأمريكية على العراق، بل بإخضاع العالم كله لسيطرة الإمبريالية الأمريكية. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ ولفويتز قد كتب مقالة سياسة تتناول هذا الموضوع قبل عشر سنوات. للاطلاع على مقالة تُشير إلى نص ولفاويتز، وما الذي يمكن أن تعنية الحرب الجديدة على العراق بالنسبة لأوروبا.

بالتالي، يتبع أنّ الكثير من العمل يجب إنجازه على المستوى الشعبي، عالميا، وفي البلدان العربية والإسلامية على وجه الخصوص. يجب أن يتم الضغط الشعبي على حكومات العالم لإرغامها على اتخاذ مواقف أصلب في مواجهة التهديدات الأمريكية بغزو العراق. قائمة المطالبات الممكنة في هذا السياق يمكن أن تشمل التهديد بالمقاطعة الاقتصادية للبضائع والخدمات الأمريكية، أو المطالبة بطرد السفير الأمريكي وإغلاق السفارة الأمريكية، إذا ما أصرّت الولايات المتحدة على ضرب العراق. 

في البلدان العربية والإسلامية بالذات، لا نطلب من الأنظمة أن تتشابك مع القوات الأمريكية في ميدان القتال، بالرغم من أنّ هذه الأنظمة مهددة بشكل مباشر من غزو أمريكا للعراق. إننا فقط نطلب منهم ألا يقفوا في وجه المتطوعين الراغبين في القتال إلى جانب إخوانهم العراقيين، كما يفعلون بالنسبة لفلسطين، وألا يسحقوا المظاهرات المؤيدة للعراق والداعية إلى قطع جميع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، وألا يمنعوا تدفق الأسلحة والمؤن وغيرها من المستلزمات من داخل حدودهم إلى العراق. 

هذه الدعوة موجّهة بالتحديد إلى الأنظمة السورية والأردنية والسعودية والإيرانية التي ستخسر الكثير إذا ما تم وضع أنظمة عراقية صورية موالية لأمريكا على طول حدودها الطويلة مع العراق. بالطبع، فإننا لا نطالب هذه الأنظمة بأن ترتبط مباشرة بأي جهود عسكرية ستنشأ أساسا من المبادرات الشعبية كرد فعل طبيعي على العدوان الأمريكي على العراق. كل ما على هذه الأنظمة أن تفعله هو أن تشير للولايات المتحدة بأنها لن تكون قادرة على كبح جماح هذه الجهود الشعبية الممتدة على طول حدودها مع العراق، إذا قامت أمريكا بالهجوم. وهذا بحد ذاته سيشكل وسيلة للضغط السياسي على إدارة بوش لأن تعيد النظر في موضوع ضرب العراق... 

من المهم هنا الإشارة إلى بعض العرب-الأمريكيين الذين يعتقدون بأنّ هذا النوع من الكلام يعيق جهودهم السياسية "الذكية" والرامية إلى "استمالة" الإدارة الأمريكية عن طريق العلاقات العامة، أنّه بخلاف السياسات الخارجية للأنظمة العربية، فإنّ السياسة الخارجية الأمريكية تحكمها المصالح الاستراتيجية الطويلة الأمد في المقام الأول. إنّ آلة العلاقات العامة الصهيونية تُسرّع الآلية فحسب، ولا تخلقها من العدم. لذلك نقول أنّ أفضل فرصة لإنجاح الحملات المعارضة للعقوبات وللحرب على العراق في أمريكا تكمن في بزوغ مقاومة صلبة في مواجهة السياسة الخارجية الأمريكية من قِبل ضحاياها. ففقط عندما تزيد تكلفة السياسة الخارجية الأمريكية، سيكون هناك رادعا حقيقيا. هذه التكاليف يمكن أن تكون سياسية واقتصادية، وليس بالضرورة عسكرية. ولكن، فقط عندما تزيد هذه التكاليف، سيعيد الرأي العام الأمريكي النظر في منح دعمه لحكومته بالعدوان على العراق. مثال: فييتنام. 

وعلى كل حال، فبالإضافة إلى الجهود الرامية لمساعدة العراق بشكل مباشر، يجب أن تركّز الضغوطات الشعبية في الدول العربية والإسلامية على ممارسة الضغط السياسي لمطالبة دولهم بصياغة قرار وتقديمه للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة يدينون فيه بقوة العدوان المستمرّ ضدّ العراق بجميع أشكاله, سواء العسكريّ منه أو الاقتصاديّ أو السياسيّ. تجب ممارسة الضغط الشعبي على جميع الدّول الإسلاميّة والعربيّة للإعلان بشكل فرديّ ومن خلال جامعة الدّول العربيّة ومنظّمة البلدان الإسلاميّة بأنّ هذه الدول ستعتبر أي عدوان عسكريّ مباشر ضدّ العراق, وأيّ محاولة لتغيير نظامه الحالي, بمثابة إعلان أمريكيّ بشن حرب ضدّ العالم العربيّ والإسلاميّ. هذا البيان يجب أن يتضمن نصوصا تحذر حكومة الولايات المتحدة بأنّ هذه الدول العربية والإسلامية سوف تأخذ جميع الإجراءات الضرورية لصد هذا العدوان، من ضمنها، ولكن ليس مقصورا عليها، قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، بالإضافة إلى جميع أشكال التعاون العسكري والأمني مع المعتدين. يجب أن تتوقف فورا جميع صادرات النفط إلى الدول التي تدعم هذا العدوان. كما يجب إغلاق جميع سفارات الولايات المتحدة في البلدان العربية والإسلامية، ومنع الشركات الأمريكية من دخول البلاد العربية والإسلامية، وغيرها من الإجراءات في حالة وقوع العدوان... 

وبالرغم من أنّ هذه المطالب قد تبدو بعيدة المنال في الوقت الحاضر، إلا أنّ تحقيقها ليس بمستحيل إذا استطاع الشارع العربيّ والإسلاميّ من فرض إرادته الموحّدة على حكوماته. فبالرغم من كل شئ، سيكون للشعب اليد العليا إذا ما قرر اتخاذ موقف ثابت. والمطالب السياسة أعلاه ما هي إلا الراية التي نقترح على الشعب العربي والإسلامي الالتفاف حولها.

ماذا الذي يجب فعله في العراق؟


بالرغم من التقارير المختلفة الواردة من داخل العراق، التي تشير بأنّ الشعب العراقي بشكل عام غير متعاطف مع الخطط الأمريكية الرامية لغزو بلاده وتعيين نظام صوريّ هناك، وبالرغم من المؤشرات بارتفاع الروح المعنوية في العراق في مواجهة تهديدات الحكومة الأمريكية، كما تشهد على ذلك أعداد الناس المتطوعين للتدريب على استخدام الأسلحة، فإنه ما زال هناك الكثير الذي يتوجب فعله داخل العراق من أجل الإعداد للهجوم الوشيك. 

إننا مدركون تماما بأنّ الإعلام الأمريكي يستخدم حجة إحقاق "الديمقراطية" في العراق، من بين أشياء الأخرى، لتبرير أهداف السياسة الأمريكية الاستعمارية هناك (وفي أماكن أخرى). مع ذلك، من أجل مواجهة العدوان على العراق، ومن خلال موقعنا التاريخي داخل المعسكر الموالي للعراق، فإننا نرى أنه يتحتّم علينا أن نبدي رأينا في هذا الوقت: يجب على الحكومة العراقية أن تتبع سياسة داخلية منفتحة ومتسامحة أكثر لاستمالة جميع الفئات التي يمكن استمالتها في المعسكر الآخر، كما فعلت حديثا في سياستها الخارجية مع بعض الدول العربية مثل السعودية والكويت، وكما حاولت أن تفعل سابقا مع بعض الأحزاب الكردية. إنّ جميع القوى المعارضة الشرعية – قوميون عرب، يساريون، إسلاميون – غير المشكوك بتمسكها باستقلال وسيادة العراق، يجب أن تُعطى الفرصة لتقديم يد العون في مقاومة المعتدي على أساس ضمان حقوقها الديمقراطية. هذا لأنّ تماسك الجبهة العراقية الدّاخليّة هو أمر لا غنى عنه لمواجهة العدوان بنجاح . 

بلا شك، فإننا لا نقترح أن تقوم الحكومة العراقية بتقديم التنازلات أو حتى أن تخاطب أي جهة، عراقية كانت أم لا، متصلة بأي شكل من الأشكال بالخطط الإمبريالية للهجوم على العراق. ولكنّ حقيقة الأمر هي أنّه ليس كل هؤلاء الذين يعارضون الحكومة العراقية هم عملاء للغرب أو أنهم على صلة مع الخطط الأمريكية. ففي الواقع، هناك العديد من الإسلاميين والقوميين العرب واليساريين والناشطين المستقلين الذين يعارضون الخطط الأمريكية ضد العراق كأي شخص آخر في الحكومة العراقية. لذا، فمن المعقول في ضوء هذا الأمر أن تحاول الحكومة العراقية أن تتواصل مع هؤلاء وأن تبني جسور الثقة والتفاهم معهم، كما فعلت في محاولاتها [الناجحة] تجاه حكومة المملكة العربية السعودية، وبدرجة أقل الكويت. 

بالطبع، فإنّ مبدأ كل الاستراتيجيات الناجحة هو توسيع معسكر الأصدقاء ليضم أكبر عدد من الحلفاء وعزل العدو عن أكبر عدد ممكن من حلفائه، وتحييد الذين لا يمكن كسبهم كحلفاء. [كل هذا دون التضحية بالأهداف الاستراتيجية الأساسية طبعا، وهو مفصل يعمد إلى نسيانه الكثير من الناشطين الفلسطينيين والعرب، للأسف الشديد]. 

لذا، فإنّ المبدأ المتّبع في هذا الوضع الملموس يصبح: أي جهة لن تتعاون مع الخطط الأمريكية الهادفة إلى ضرب العراق يجب التعامل معها كحليف محتمل، حتى ولو بشكل مؤقت. بالمقابل، فإنّ كل هؤلاء الذين يختارون التعاون مع العدوان على العراق يجب أن يتم التعامل معهم على أنهم صيد مشروع. فبالنهاية، الخيانة ليست مجرد وجهة نظر! أولئك الذين يختارون أن يكونوا مخبرين وخونة ومخرّبين ليس لديهم أيّ حقوق عندنا، وهذا شيء متعارف عليه عند كل شعوب الأرض. 

ومن أجل الإعداد لمقاومة العدوان عسكريا، يتعيّن على العراق أن تأخذ بعين الاعتبار الدروس المستوحاة من حرب الخليج الثانية عام 1991. لا يمكن للمرء مواجهة عدو متفوق تكنولوجيا وماليا وتموينيا، وفي النواحي التقليدية الأخرى كلها، بالاعتماد فقط على طرق الحرب التقليدية. إنّ الدروس المستوحاة من الحرب في جنوب لبنان والانتفاضة الفلسطينية الثانية، هي أنّ العدو المتفوق يمكن التغلب عليه فقط باستخدام الأساليب غير التقليدية. حرب العصابات، والقنابل البشرية، والمقاومة تحت الحصار، وليس المواجهة التقليدية المباشرة، هي المفتاح لإلحاق أكبر الخسائر بالعدو وتقويض روحه المعنوية. فلامركزية عمليات صنع القرار، تحت مراقبة قادة محليين موثوقين، هي من صميم وروح حرب العصابات. لذا، بالإضافة إلى الهرمية التقليدية من الحرس الجمهوري والجيش العراقي، يجب العمل على إعداد شبكة مقاومة محلية، مشكّلة من الميليشيا المحلية، لتساعد في مقاومة العدو وللعمل خلف خطوط العدو، إذا ما سقط أي جزء من العراق تحت الاحتلال، لا سمح الله. 

باختصار، بالإضافة إلى سياسة التقارب مع الأنظمة العربية العدائية سابقا، يجب على العراق أن: 

1.     يتّبع سياسة المصالحة الداخلية مع كل العراقيين المعاديين للعدوان الأمريكي على العراق

2.     تسليح، وليس فقط تدريب، العراقيين

ماذا الذي يجب فعله في إيران؟


صرّح بوش علانية أنّ إيران هي جزء من "محور الشر" المستهدف من قِبل السياسة الخارجية الأمريكية. وفي غضون ذلك، أوحى بعض صانعي القرار الأمريكي بضرورة الإطاحة بالنظام الإيراني قبل الشروع بالهجوم على العراق، حتى لا تتمكن إيران من استغلال احتمالية وجود فراع سياسي في المنطقة. فهمت الحكومة الإيرانية هذه الرسالة، وتأكدت من أن ترد عليها بإعلانات رسمية بأنّ إيران ليست فريسة سهلة. في الحقيقة، إذا تم وضع نظام صوري (أو أكثر)ّ في العراق، موالي للولايات المتحدة، فهذا سوف يضعف بشكل كبير موقف إيران الاستراتيجي، إذ سيتم حشرها بين أفغانستان الأمريكية في الشرق والعراق الأمريكي في الغرب. لذا، فإنّ الموقف الذي يخدم المصالح الاستراتيجية للنظام الإيراني الآن هو معارضة الغزو الأمريكي على العراق، دون أي تحفظات. 

ومع ذلك، يبدو أنه يوجد بعض المسؤولون الإيرانيين الذين ما زالوا يحاولون الاستفادة من الهجمة الأمريكية على العراق من أجل استبدال النظام هناك بآخر يكون مواليا لإيران. مثلاً، محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والموالي لإيران، بقي على اتصال بالخطط الأمريكية لغزو العراق، عن طريق مساعديه. فقد عمل على إرسال مندوبين للالتقاء بمؤتمرات "المعارضة العراقية" المنظمة من قِبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، كما تشير التقارير الإذاعية، وقد تحدّث علانية مدافعا عن هذه الخطوة. تصريحاته بمساندته الغزو الأمريكي على العراق إذا ما تم استبدال النظام الحالي بآخر يكون من العراقيين (يعني بذلك نفسه) لا يكشف قدرا كبيرا من العبقرية الاستراتيجية. فهو بهذا يفترض بأنّ الحكومة الأمريكية ستتجشم عناء غزو العراق من أجل أن تعطيها لإيران على طبق من فضة!! 

هذا هو الافتراض الخاطئ نفسه الذي ارتكبته الحكومة الإيرانية أبان حرب الخليج في عام 1991، ومرّة أخرى في الحرب على أفغانستان في عام 2001. ففي عام 1991، تسلل الآلاف من الإيرانيين والمنشقين العراقيين الذين تساندهم إيران عبر الحدود الجنوبية للعراق، للتحريض على ما سموه بالثورة، في الوقت الذي كان فيه الجيش الأمريكي يخترق الحدود العراقية، في محاولة للإطاحة بالنظام الحالي واستبداله بآخر موال لإيران. وهذا، بالإضافة إلى العصيان المسلح الذي قام به الأكراد في الشمال في ذلك الوقت، ترك مجرد أربعا من أصل ثماني عشرة محافظة تحت سيطرة النظام العراقي الحالي. كانت النتيجة إحباط المحاولات العراقية لمقاومة الغزو الأمريكي، وذلك بتركيزها على استعادة مناطقها في جنوب العراق من المجموعات التي تدعمها إيران. على المدى البعيد، أصبح وضع إيران أكثر سوءا نتيجة ازدياد الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج العربي نتيجة هذا السلوك غير العقلاني. 

في أفغانستان، لعبت الحكومة الإيرانية اللعبة نفسها، ولكن هذه المرة بصراحة أكبر. فقد ساندت الغزو الأمريكي لأفغانستان علنا، ومن خلال مؤيديها من أقلية الهازارا العرقية، اشتركت بشكل مباشر بما يسمى بتحالف الشمال الذي تقدم تحت المظلة الجوية للقصف الأمريكي. وعندما حاولت إيران بعد سقوط نظام طالبان من أن تفرض نفوذها على الحكومة الأفغانية الجديدة لمصلحتها، تم ردعها بالتحذيرات الأمريكية بالا تتدخل في شؤون أفغانستان الداخلية، وبإلصاق تهمة دعم "الإرهاب" بها، بكل ما يتضمنه ذلك من تهديدات ووعيد. على المدى البعيد، فإنّ الوضع الاستراتيجي لإيران ازداد سوءا نتيجة ازدياد الوجود الأمريكي العسكري على الجناح الشرقي لإيران نتيجة هذا السلوك اللاعقلاني. 

بالطبع، فإنّ إيران ليست مجرد جارٍ تاريخي للعالم العربي، بل هي أيضا دولة إسلامية رئيسية وحليف قوي محتمل يتشارك مع الوطن العربي بالكثير من المصالح الاستراتيجية. مع ذلك، يجب على بعض صانعي القرار في إيران ممن يحاولون الاستفادة من الغزو الأمريكي للعراق وجني ثمار ما زرعته إدارة بوش، ولحسن الحظ هؤلاء لا يشكلون حتى الآن الحزب الرئيسي في الحكومة الإيرانية، يجب عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم. فالهجمة الأمريكية سوف تتجه نحوهم تاليا، إن لم يكن أولا. إنّ الشعب الإيراني هو شعب مسلم عظيم، مصالحه بعيدة المدى تكمن مع العرب والمسلمين، لا مع الغزو الأمريكي على العراق. من المؤكد أيضا أنّ الشعب الإيراني لن ينظر إلى تعاون حكومة بلاده مع المخططات الأمريكية في المنطقة باستخفاف، خاصة وأنه كالعرب، سيخسر الكثير إذا نجح الغزو الأمريكي على العراق. لذا، فمن المحتمل جدا أن يمارس الشارع الإيراني ضغوطات على حكومته من أجل مقاومة الغزو الأمريكي، كما هي الحال المتوقعة في البلدان العربية المجاورة للعراق، وهذا عامل آخر منبثق من سياسات إيران الداخلية قد ترغب إدارة بوش بأخذه في الحسبان. لحسن الحظ، فإنّ محمد باقر الحكيم وأمثاله لا يمثلون موقف الشيعة في المنطقة. فحسب الأنباء الواردة "أفتى العلامة محمد حسين فضل الله المرشد الروحي للشيعة في لبنان بتحريم مساعدة الولايات المتحدة على ضرب العراق" في 12 آب 2002. للمزيد عن فتوى العلامة فضل الله،

ماذا الذي يجب فعله في فلسطين؟


تصعيد العمليات الإستشهادية والهجمات على "الإسرائيليين" الآن. وهذا ليس فقط لأنّ الحركة الصهيونية هي إحدى الروافع السياسية للهجوم على العراق، ولكن لأنّ أيّ هجوم على العراق لن يكون ممكنا قبل احتواء المقاومة (وليس بالضرورة الممارسات الصهيونية) على الجبهة الفلسطينية. فجنين لم تكن تحمي جنين فحسب، بل كانت تحمي بغداد أيضا. هذه المعادلة يعيها العراق جيدا، مما يزيد من اشتعال الدعم العراقي اللامحدود أصلاً للانتفاضة الثانية. قد لا يعير صانعو القرار الأمريكيين اهتمامهم للضغوطات العالمية والإقليمية، إلا إنه ما زال لديهم الحسّ الكافي بالا يدفعوا بالرأي العام العربي فوق طاقته على الاحتمال، بشن هجوم متزامن على الجبهتين الفلسطينية والعراقية. وحتى لا يكون هناك أي سوء فهم هنا: إن معظم الرأي العام العربي، حتى في الجرائد العربية الرسمية، يحمّل الولايات المتحدة مسؤولية التصعيد في فلسطين، بسبب دعمها الدائم للصهاينة وتركهم يفعلون فيها ما يشاؤون.

ملاحظة أخيرة:


إنّ الضربة الأمريكية على العراق تقدم فرصا كبيرة بقدر ما تمثله من خطر. إذا، وهذا ممكن، قاومت القوات المسلحة العراقية بجدية الهجوم عليها، وألحقت أضرارا كبيرة وضحايا في القوات الأمريكية، ستكون الولايات المتحدة عندئذ في موقف صعب للغاية. إنّ مجهود الحرب الذي يستمر أكثر من بضعة أسابيع، ويلحق الخسائر الفادحة في صفوف العدو، قد يكون هو القشة التي تقصم ظهر البعير. هذه هي النتيجة التي يجب أن نتطلّع إليها جميعا، وأن نحارب من أجلها بكل الوسائل الممكنة.

باختصار، إنّ منع أو إحباط الغزو الأمريكي على العراق هو أمر ممكن، وكل ما سبق قوله هو مجرد مسودة برنامج عمل نحو تحقيق هذا الهدف.

 

الصفحة الرئيسية